إن الكشف عن النمط العلائقي الذي تشكلت منه الروابط الثقافية العربية قديما يبرز بوضوح لحمة جمعت الذات العربية آنذاك بالحضارات الأخرى، بحيث كان النهل من الثقافات المبثوثة في العالم أمرا محببا ًوجزءاً لا يتجزأ من تكوين الذات المجتمعية. وقد أخذت الترجمة دوراً بارزاً في نمو الحضارة العربية، لا سيما وأن الأجواء العلمية آنذاك كانت أجواء جاذبة ومشجعة، فيها تنور وتفتح وثقة بالنفس، ولم تكن الذات تخشى من خطر الغزو الفكري أو الثقافي، بل هي ذات تبحث عن كل ما تستكمل به كينونتها، ويساهم في ترسيخ فكرها.