تعدّدت الرؤى والاتجاهات في استخدام اللغة الوسيطة وتوظيفها في تعليم اللغة الثانية وتعلّمها، وكان وراء هذا الاختلاف الرؤى المختلفة، والخلفية الفكرية التي تنطلق منها، ونظرتها إلى معنى تعليم اللغة الثانية، فمن قائل: إن حضورها لا غنى عنه وضروري لتسريع العميلة التعليمية، ولإجراء تقابل لغوي بين اللغتين يعين على تدريس اللغة الهدف. وقائل: إن توظيفها ليس ضرورياً، لأنه يخلّ بتعليم اللغة الثانية وتعلّمها، ولا يعين المتعلّم على التعايش معها، والتفكير بها لتصبح سلوكاً يومياً يمارسه، فتثبت اللغة في ذهنه وتتطوّر. ورأي آخر وقف موقفاً وسطياً من هذا الموضوع، فرأى أن استخدامها ينبغي أن يكون وسطياً، وأن هناك جوانب لا غنى عن استخدامها فيها على ألا تطغى على العملية التعليمية[1]، وقد تعدّدت هذه الرؤى في طرق تعليم اللغة الثانية وتعلّمها، وكان ذلك نابعاً من الفلسفات التي انطلقت منها هذه الطرق، وأهدافها التعليمية، ولمّا لم يكن هناك دراسة سابقة بحثت استخدام اللغة الوسيطة في هذه الطرق، ووجهات نظرها المختلفة منها، فقد جاء هذا البحث لـ: