دور وسائل الاعلام في الحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني
Publication Type
Original research
Authors

عنوان البحث:  دور وسائل الإعلام في الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية

محور البحث : الإعلام في التراث الشعبي  الفلسطيني .

 

 

الباحث:- الدكتور حسن نعيرات

مكان العمل :- جامعة النجاح الوطنية /كلية الفنون الجميلة

البريد الاكتروني :  [email protected]

هاتف :-   0599879009  جوال           أرضي :- 042517142

 

 

 

 

 

مقدمة الدراسة :-  

       يتعلق التراث الفلسطيني بتاريخ الإنسان الفلسطيني في تجاربه للماضي، وعيشه في حاضره وإطلالته على مستقبله، حيث يحتفل العالم في كل عام  باليوم العالمي للتراث، كما تحتفل وزارة الثقافة الفلسطينية بهذا اليوم، كان لابد أن تبرز تساؤلات عن الإعلام والدور الذي يمكن أن يقوم به في حماية التراث بشكلٍ خاص؛لتجسيد الهوية الوطنية الفلسطينية؛ لذا فإن المحافظة عليه تعد من الأولويات الضرورية التي يجب التركيز عليها، حفاظاً على جمع مقومات الهوية في ظل التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم اليوم.

    تعد وسائل الإعلام اليوم من أهم وسائل الاتصال والتواصل، حتى اليوم لم يتم استغلالها في فلسطين بالشكل المطلوب، سواءً بالتوثيق أو بالتعريف بهذا التراث. رغم وجود تركيز إعلامي واضح على هذه المنطقة من قبل الإعلام المحلي والعربي والعالمي، كونها تشهد أوضاعاً سياسية خاصة في ظل الاحتلال، فعلى الاعلام واجب وطني، وواجب قومي، بتسليط الضوء على عملية تدمير وتزوير وطمس الهوية الوطنية من قبل الاحتلال وبشكل ممنهج. من هنا ينبغي على الإعلام بكافة أنواعه توثيق وتعريف العالم بهذا الموروث الحضاري، من أجل المحافظة عليه، تطورت وسائل الاتصال وتعددت في السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً بفـضل التقـدم العلمي والثورة التكنولوجية، فأصبحت وسائل الإعلام تمارس دوراً جوهرياً في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، والمروج الأساس للفكر والثقافة، بل إنه في كثير من دول العالم يتم انتاج الثقافة عن طريق التفاعـل والتـأثير الإنساني المتبادل. وفي السنوات الأخيرة اكتسبت وسائل الإعلام الفلسطينية  باختلافها، أبعاداً جديدة زادت من قوة تأثيره على الأفراد والجماعات. أضف إلى ذلـك أن الإعـلام باعتبـاره مؤسسةً اجتماعيةً هامة في المجتمعات البشرية يحمل مـضامين اقتـصادية، سياسـية وثقافية، حيث إن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وكأية وسيلة من وسائل الإعلام الأخرى لها دور واتجاهات ومسؤوليات اجتماعية، تنطلق منها لخدمة المجتمع الذي تنتمي إليه سياسياٌ واجتماعياً واقتصادياً، باعتبار أن هذه الوسائل هي المرآة العاكسة لواجهة المجتمع حضارياً. وعلى هذين الجهازين تقع المسؤولية الكبرى في الحفاظ على التراث المادي، والثقافي، والأدبي، والفني، والموسيقي الفلسطيني، خوفاً من التحريف والسرقة والضياع، في ظل الهجمة الشرسة عليه من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

 

 

ملخص الدراسة :-

     هدفت هذه الدراسة إلى التركيز على دور وسائل الاعلام الفلسطينية،  في إثبات أن كل ما هو على الارض الفلسطينية هو فلسطيني الهوية، تعود جذوره الى الآباء والأجداد الكنعانيين، وأن الاسرائيليين ما هم إلا عابري سبيل، محتلين لهذه الأرض الفلسطينية.

     تتناول هذا البحث " دور وسائل الاعلام في الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية " دراسة ثلاثة مباحث، جاءت على النحو الآتي:

  المبحث الاول: تناول اجراءت منهجية تتعلق بموضوع الدراسة. 

المبحث الثاني: الاطار النظري للدراسة.

المبحث الثالث: تحليل النتائج والتوصيات التي تخص اعلام التراث الشعبي، كونه أحد مقومات الهوية الوطنية الفلسطينية؛ لتثبت للعالم أن تزوير وسرقة التراث لا تقل أهمية عن سرقة الأرض.  

    وتعد وسائل الإعلام مصدراً رئيساً يلجأ إليه الجمهور في استقاء معلوماته عن كافة القضايا السياسية، الثقافية، والاجتماعية، بسبب فاعليته الاجتماعية وانتشاره الواسع، وقدرته على الحراك ومخاطبة القسم الأعظم من التكوين المجتمعي، كما يمثل الإعلام عنصراً مؤثراً في حيـاة المجتمعات باعتباره الناشر.

    واقتضت طبيعة البحث اعتماد المنهج الوصفي في الدراسة، والذي يعـد مـن أنـسب المناهج ملاءمةً لمثل هذه الدراسة، وخاصة أن هذا المنهج  يظهر تاثير وسائل الاعلام على المجتمع الفلسطيني والعالمي في ما يخص التراث.

    خرجت الدراسة بنتائج وتوصيات لمواجهة السياسات الاسرائيلية التي تهدف الى تزوير وطمس الهوية الفلسطينية، من خلال استغلال الثورة الرقمية والتقنيات الحديثة في توثيق المواد التراثية، والعمل على ابراز التراث ونشره وتسويقه من خلال تاسيس متاحف خاصة بالتراث الشعبي الفلسطيني، وكذالك اقامة المهرجانات والمعارض والمؤتمرات التراثية داخل الوطن وخارجه.

 

الهدف من الدراسة: -

    تهدف الدراسة الى التعرف على دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، في عملية بلورة وتشكيل الوعي لدى المجتمع الفلسطيني، وكيف ساهم بايصال رسالة الشعب الفلسطيني الى العالم؛ لفضح ممارسات الاحتلال من طمس وتزوير وتهويد لتراثهم، وكما يهدف الى ابراز دور التراث في الحفاظ على الهوية الوطنية، وكيف شكل التراث عنصر توحيد للشعب الفلسطيني في الشتات واللجوء، فكان للتراث حضورا حتى في بلاد الاغتراب . 

أهمية الدراسة :-

     تكمن أهمية هذه الدراسة، في فهم طبيعة تاثير وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، والمقروءة على الـوعي الاجتمـاعي، لـدى المجتمع الفلسطيني في الحفاظ على الموروث التراثي،  في ظل تصاعد الإعلام الاسرائيلي في تزوير وتحريف وطمس التراث الفلسطيني.

     وبناءً على المعطيات السابقة كان لهذه الدراسة أهمية خاصة، حيث يوجد العديد من المبررات التي تجعل لهذه الدراسة أهمية خاصة على مستوى الفكـر العملي، وتجعلها إضافة بناءة لموضوع الدراسة.

 منهجية  الدراسة :-

        المنهج المستخدم في الدراسة هو المنهج الوصفي، والذي يعـد مـن أنـسب المناهج ملاءمةً لمثل هذه الدراسة، لا سيما أن هذا المنهج  يظهر تاثير وسائل الاعلام على المجتمع الفلسطيني والعالمي في ما يخص التراث، من خلال الخطوات التي اتبعها الباحث للوصول إلى البيانات وعرضها بوسائل الاعلام المختلفة  بعد تحليلها، حيث تستند هذه المصادر على الكتب والمراجع البحثية التي تناولها موضوع الدراسة. كما ويهدف للوصول إلى معلومات  يمكن تصنيفها وتفسيرها وتعميمها، وذلك للاستفادة منها في المستقبل وخاصة في الأغراض العلمية، حيث تم تغطية كل هدف من أهداف الدراسة بمجموعة من الأسئلة أو العبارات التـي حققـت الأهـداف وأجابت عن التساؤلات.

فرضية الدراسة :-

    تقوم هذه الدراسة على فرضية واحدة؛ وهي تاثير وسائل الاعلام الفلسطينية على تعرية الاحتلال الاسرائيلي، محليا وعالميا، وفضح  ممارساته في طمس وتزوير وتشوية التراث الشعبي، كونه احد مقومات وعناصر تشكيل الهوية الوطنية الفلسطينية .

الحدود الموضوعية:-

     ينحصر اهتمام الدراسة في التعرف الى دور وسائل الاعلام في الحفاظ على التراث الشعبي؛ لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية، كون  الصراع مع الاحتلال يتمحور حول وجود هذه الهوية الوطنية الفلسطينية.

 

الحدودالمكانية :-

كامل التراب الفلسطين.

 

الدراسة الزمنية :-

 تغطي الدراسة فترة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين حتى عام2017.

 

مشكلة الدراسة واسئلتها:-

     تتمثل مشكلة الدراسة في التعرف على دور وسائل الاعلام الفلسطينية في فضح  ممارسات الاحتلال الاسرائيلي، والتي تستهدف التراث الفلسطيني، وتعمل على تزويره وطمسه وتشويهه؛ لأن التراث يساهم بشكل أو بآخر في تعزيز الهوية الفلسطينية في مواجهة المخططات الاسرائيلية.

     وتسعي الدراسة إلى طرح عدد من التساؤلات التي تُقيِّم  أبعاد الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الفلسطينية، والتي خلصت إليها الدراسة، حيث تمكن الباحث من أن يطرح مجموعة من الاسئلة، والتي يمكن أن تسهم في تفعيل دور وسائل الإعلام الفلسطينية،  في توعية المجتمع الفلسطيني بالمخاطر التي تحملها ممارسات الاحتلال اتجاه التراث، والذي يؤثر بدوره علي تعزيز هويته، ويمكن اختصار هذه التساؤلات فيما يأتي:

     1- هل استطاع الاعلام التراثي ان يحقق لنفسه مكاناً أبعد من موقعه بوسائلة المختلفة؟

    2-  هل يلعب الإعلام دوراً في الحد من سرقة الموروث التراثي، والتصدي لها من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية ؟

     3- هل تتحمل  وسائل الإعلام المسؤولية التي تقع على عاتقها في الحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية؟

 الاجابة عن كل هذه التساؤلات المطروحة، سوف تكون من خلال هذا البحث المقدم إلى مؤتمر التراث الشعبي الفلسطيني، سائلين المولى أن تكون لبنة في تطوير هذا الصرح، صرح الاعلام ودوره في الحفاظ على التراث الفلسطيني.

دراسات سابقة:-

    وقبل استعراض الإشكالية التي تسعى الدراسة للتصدي لها، نعـرض بعض الدراسات السابقة التي يمكن أن تفيد الباحثين في منهجية التصدي لهذه الإشكالية:

      في الواقع أنه لا توجد دراسات مباشرة اهتمت بتناول دور وسائل الإعلام فـي الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية، وإنما ثمة دراسات عن الدور الذي تقـوم بـه وسائل الإعلام المختلفة في الحفاظ على الهوية الثقافية بشكل عام، أو عن الدور الذي تلعبه في التوعية بالقضية التي تهم الثقافة والتراث. ولما كانت مساحة البحث لا تسمح بتناول كل هذه الدراسات، يمكن تناول نماذج قليلة منها وذلك على النحو الآتي :

 1-دراسة السيد عفيفي (1990):-

 هدفت الدراسة إلى التعرف علـى أسـباب تـدنى الـوعي الثقافي عند المجتمع الفلسطيني، وانخفاض المشاركة في شئون المجتمع وقضاياه، حيث توصلت الدراسة إلى أن تدنى الوعي الثقافي والفني لدي المجتمع الفلسطيني، واطلاعه على البرامج السياسية التي تقدمها وسـائل الاعلام المختلفة، وعدم اقتناع المجتمع بكفاية البرامج التي تستقطب المهتمين بالثقافة والفنون، وتدني نـسبة قـراءة الصحف والمجلات التي تهتم بذلك، واحتلال الموضوعات السياسية لقارئ الصحف والمجلات .

 2- دراسةكناعنة (1991)مخطط طمس وجه فلسطين العربي:-

 وضح كناعنة في دراسته أن عملية طمس عروبة فلسطين وتهويدها، جاء بفعل عملية طويلة ومستمرة منذ عام 1858م، منذ بداية صدور قانون الاراضي العثماني، ثم المرحلة التاريخية الاخرى التي مرت على فلسطين، وركزت دراسة كنعانة على الفترة الواقعة ما بين الاعوام  1948م و 1967م، أي بعد صدور قرار التقسيم وقيام دولة اسرائيل واحتلال فلسطين، ويوضح الباحث في الدراسة ما قامت به اسرائيل من تدمير وازالة أكبر قدر ممكن من الأدلة الطبيعية والمادية، والتي يمكن أن تشير الى وجود الشعب العربي الفلسطيني ومجتمعه وثقافته، محاوة بذلك ترجمة مقولتهم حول فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.

  3-دراسة نجم (1989):

 هدفت الدراسة إلى السعي للكشف عن العلاقة بين الطبقة المـسيطرة، والأساليب التي تستخدمها وسائل الإعلام في تزييف الوعي الجماهيري؛ حيـث خلـصت الدراسة إلى أن الوجود المادي، والظروف الاقتصادية للأفراد تلعـب دوراً فـي تحديـد وعيهم الاجتماعي، كما تؤدي الأيديولوجية إلى ترسيخ مبادئ القيادة الجماعيـة، وأيـضاً تُحدث وسائل الإعلام وعياً قاصراً محدوداً يصعب التعامل معـه وتأثيرهـا البـالغ علـى المجتمع .

   4-دراسة كناعنة واخرون (1982) الملابس الشعبية الفلسطينية، جمعية انعاش الاسرة: 

هدفت الدراسة الى تجميع وتسجيل التراث الشعبي الفلسطيني الذي ورثه الشعب عن آبائه وأجداده، بهدف الحفاظ عليه من الضياع والسرقة، وتثبت الدراسة للعالم مدى ارتباط الشعب الفلسطيني بتراثه وتاريخه، والذي تمتد جذوره الى الاف السنين، وتضمنت الدراسة توثيقا بالصور عن الازياء الشعبية، والتي صنفت حسب المناطق الجغرافية، واستخدمت الدراسة الابحاث الميدانية في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وقامت باجراء مقابلات مع الشيوخ والمسنين من الرجال والنساء، وتسجيل اقوالهم، وتصوير ثيابهم التقليدية، ومراحل تطورها، وخرجت بتحليل دقيق لكل قطعة، وبتفصيل لباس المراة والرجل في المناسبات والافراح والاحزان، وتطرقت الدراسة الى الأطماع الاسرائيلية في فلسطين، وفي التراث العربي تحديدا الفلسطيني، ومحاولة اسرائيل تجريد الشعب الفلسطيني من هويته وتراثه وتاريخه، جنبا الى جنب مع سرقة أرضه ومحاولة طمس التاريخ، وتشويه وادعاء بأن التراث لهم، كما أوضحت الدراسة الجذور التاريخية والجغرافية للملابس الفلسطينية، والتي تعود للكنعانيين، ووضحت أيضا تطور هذه الملابس عبر العصور المختلفة.

 

  5- دراسة ابو هدبا(1991) التعامل الصهيوني الميداني مع التراث:   

تتضمن هذه الدراسة الاعتداءات الاسرائيلية ضد التراث الشعبي الفلسطيني، من خلال تقسيم هذه الاعتداءت الى ما ياتي :-

اولا : التعامل الاكاديمي مع التراث الشعبي من حيث جمع المواد التراثية وارشفتها، والادعاء بملكية هذا التراث .

ثانيا : التعامل السلطوي مع التراث الشعبي، من خلال اعاقة عمل المؤسسات الراعية للتراث، وايقاف المهرجانات الفولكلورية،  والتهديدات للأفراد القائمين على التراث، والاعتقال والاقامة الجبرية لهم .

ثالثا: الموقف الفلسطيني والعربي والدولي من هذه الممارسات داخل فلسطين وخارجها .

وسيتم الاستفادة من هذه الدراسة في بحث خاص فيما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية تجاه التراث،  وفي الاجراءات التي اتخذها الجانب الفلسطيني والعربي والدولي؛ لايقاف الاعتداءات الاسرائيلية على التراث الفلسطيني.

 

 

6- دراسة كناعنة (2000) من نسي قديمه ... تاه. دراسات من التراث الشعبي والهوية الفلسطينية:

 ويضم هذا المرجع عدة فصول، تحتوي على دراسات ذات صلة كبيرة بموضوع البحث، والتي سيتم الرجوع اليها لتوضيح بعض المفاهيم الخاصه بالتراث والهوية الفلسطينة . 

وقد تطرق الباحث كناعنة الى المشكلات التي يعاني منها فلسطينيو 1948، وخاصة في هويتهم وتراثهم الفلسطيني المشترك .

 ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة، اجتمعت الدراسات السابقة على أهمية التراث الشعبي ودوره في التشكيل والمحافظة على الهوية الوطنية، واهمية المحافظة عليه، والقيام بدراسات عديدة ونشرها من أجل اثبات الحق التاريخي للفلسطينيين بارضهم، وانهم شعب عريق له تاريخ وحضارة توارثها عبر الاجيال، واستندت الدراسةعلى مراجع ومصادر تاريخية كثيرة، وتشكل هذه الدراسات مادة قيمة يمكن الرجوع اليها لاثراء البحث. وكما يميز هذه الدراسة أنها ستتناول موضوع الاعلام ودوره في التعريف بالتراث، وكيف ساهم هذا التراث في تعزيز الهوية الوطنية، والصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي، كما ستغطي الدراسة معظم المحطات النضالية للشعب الفلسطيني منذ الثورة وحتى عام 2012، مرورا بقيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993.

 

  7- دراسة حسين خزاعي (2001):

 هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور التلفزيون في تنمية الوعي الصحي، واستخدامت المنهج الوصفي التحليلي على عينـة مـن المفـردات للمجتمع الأردني، وتوصلت الدراسة إلى أن التلفزيون مـصدر أساسـي فـي تزويـدها بالمعلومات الصحيحة، ويعد التلفزيون وسيلة فاعلة في نشر الوعي الصحي، كما يلعب القائمون بالاتصال دوراً هاماً في تطوير البرامج الصحية.

       على ضوء عرض الدراسات السابقة، والتي تتعلق بتأثير وسائل الإعلام في تشكيل وعي الجمهور، وكذلك تأثيراتها الاجتماعية والسياسية والثقافية والمعرفية، يمكـن لدراسـتنا أن تستفيد من المنهجيات المختلفة، والتي تناولت بها هـذه الدراسـات كيفيـة قيـاس الـوعي والتأثيرات الثقافية والمعرفية لوسائل الإعلام، لا سيما علـى التراث والهوية، وكـذلك يمكـن الاستفادة من النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات في مزيد من التعرف على الأبعـاد المختلفة لمفهوم الوعي الاجتماعي اتجاه التراث والهوية،  وغيرها من المفاهيم الأساسـية التـي تتناولها الدراسة .

 

الاطار النظري للدراسة:-

      تقوم هذه الدراسة على اعتبار الإعلام عنصرا من عناصر النضال، في تعريف وتوثيق التراث الشعبي الفلسطيني، والذي يشكل الهوية الفلسطينية، فالتراث يتعرض الى التشويه من قبل الاحتلال الاسرائيلي؛  لذا ينقصنا في الإعلام الفلسطيني بشكل عام وجود استراتيجية، أو خطة واضحة بمنهجية مدروسة لمثل هذه البرامج، والتي- باعتقادي - غالباً ما تكون اجتهادات فردية، فالحفاظ على الموروث التراثي يتحقق بتكاتف الجهود الإعلامية الرسمية وغير الرسمية مع المجتمع، ولكنها خطوة كبيرة وجريئة لحفظ هذا الموروث، ومن أجل تجسيد الهوية الفلسطينية(رشيد2006،14). في ظل هجمه شرسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي على هذا التراث، والذي يجسد الهوية، والدليل على وجود شعب له تاريخ وحضارة عريقة.

     إن دور الإعلام الفلسطيني في مواجهة مثل هذا النوع من السرقة والتزوير من قبل المحتل، يتطلب من الاعلام  تسليط الضوء على هذا  الموروث الفلسطيني، وإعطاءه الأولوية في كل المنشورات، وعرض الأدلة التي تثبت ملكيته، والتعاون مع الجهات المختصة في إقامة الملتقيات الإعلامية من اجل تسليط الضوء عليه، وأن تعبر عن التراث كما هو، وليس كما يعرفه من يقدمه بطريقته الخاصة، حيث يظهر أن ما تملكه هذه الوسائل الاعلامية من البرامج التراثية قليلة جدا، وأنها في الغالب تبدو باهتة بلا تأثير او شخصية، بدلاً من ان تعمل على تأكيد وترسيخ وحماية التراث والهوية الوطنية، وكما تبدو هذه المادة الموجودة لديهم فاقدة للهوية، بعيدة عن قلب واهتمام المواطن الفلسطيني(شبيب2002،4).

     ولعل هذا ما دعا الخبراء والمختصون في مجال التراث الشعبي الفلسطيني إلى المطالبة بتعزيز المحتوى التراثي في وسائل الاعلام المختلفة، وإعطائه المزيد من الأهمية، لما للتراث من دور كبير في تعزيز النشاط السياحي والثقافي، وتوثيق العلاقة بين ماضي الأجيال وحاضرها، وفي ترسيخ الثقافة والهوية الوطنية. كما أكدت المؤتمرات والندوات التراثية التي تقيمها المؤسسات الرسمية، وغير الرسمية على عمق وأهمية العلاقة والشراكة الفاعلة بين الإعلام والتراث(موسوعةالفلسطينية1984،186). والتي تتيح لكل منهما الاستفادة وتحقيق الأهداف المنشودة، سواءً عن طريق توعية المجتمع بالقضايا التراثية وأهمية الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد، أو عن طريق تقديم منتج إعلامي متميز ذي خصوصية .     

     من جانب آخر يرى إلاعلاميون والخبراء في التراث الشعبي الفلسطيني، أن هناك العديد من الأخطاء والسلبيات في البرامج التراثية التي تقدم بالوسائل المحلية المختلفة، والتي تفقدها هويتها، وربما تمس سلامة ومصداقية ما تقدمه من محتوى تراثي، ويرى الباحثون والمختصون في هذا المجال أن هناك نوعا من الفراغ في المعلومات التراثية عن فترات سابقة، خصوصاً فترة وجود أجيال جديدة لم تعش هذا التراث كما كان في  سابقا، ومن المعروف أن من يسمع ليس كمن يرى، ويعيش التجربة ويستقي المعلومات التراثية من الواقع مباشرة، فقد اصبحت التعابير والمسميات التراثية مغايرة عن تلك التي عرفناها(ناشف1997،32-31). وتعلمناها أو سمعنا بها من الآباء والأجداد .

     إن قلة وجود مراجع كافية يمكن العودة إليها في ما يخص الكلمات والمسميات التراثية، أدى إلى ان أصبحت هذه الكلمات والمصطلحات تنطق بطرق مختلفة وخاطئة، وتبعاً للهجة التي يتحدث بها مقدم البرنامج، ويساعد على الوقوع في مثل هذه الأخطاء الاعتماد على أشخاص غير مؤهلين أو غير مدركين لاهمية التراث، موضحاً ان تراث المجتمع  يختلف من منطقة لأخرى من حيث اللكنة، او طريقة نطق الكلمات، أو المصطلحات والمسميات المستخدمة، وهذه الاختلافات يجب أن يحيط بها الكاتب أو مقدم البرنامج، وأن يستعين في إعداد برنامجه بأشخاص من مختلف المناطق، حتى يقدم عملاً شاملاً يتسم بالدقة.

      ويجمع الخبراء والأكاديميون والمهتمون بالتراث الفلسطيني على أن وسائل الإعلام تمثل أداة مهمة جداً وأساسية في نشر التراث وحفظه، لكنها حتى الآن لم تقم بدورها على الوجه المطلوب، لا سيما في ظل العولمة التي تسعى إلى تغريبنا عن ثقافتنا وتراثنا، وفي ظل تصاعد دور وسائل الإعلام الاسرائيلي بشكل ملموس ومبالغ به في هذا المجال؛ لذا من واجب الوسائل الإعلامية الفلسطينية بشكل خاص، والعربية بشكل عام، سواءً المرئية او المسموعة او حتى المقروءة منها، أن تضع الخطط والبرامج الكفيلة بنشر التراث وتعريف العالم القادم إلينا بهذا الموروث وأخلاقياته وأهميته، كونه يعكس هويتنا الوطنية الفلسطينية، غير أن وسائل الإعلام أحياناً تهتم بالبرنامج من دون الاهتمام بالمادة المطروحة، لذلك يجب على كل وسيلة إعلامه وطنية أن يكون ضمن كادرها أخصائيون في مجال التراث بانواعه، حتى تكون المادة المطروحة دقيقةً في محتواها، الامر الذي يدعونا بالتالي إلى التساؤل حول الإعلام التراثي في وسائل الإعلام المحلية،  فهل تقوم وسائل الإعلام بهذا الدور فعلا؟

 

  

 

 

عناصر التراث الشعبي الفلسطيني :-

         لما كانت المساحة المخصصة لهذا البحث لا ينبغي أن تزيد عن عشرين صفحة، فإن الباحث يكتفي هنا بالإشارة السريعة لما يقصده بالمفاهيم الأساسية التي يتناولها في دارستة.

    تمثل هذه الدراسة كل ما تشترك به وسائل الاعلام من عناصر يمكن من خلالها الحفاظ والتعريف بالتراث المادي والمعنوي، والذي ورثته الأجيال الحاضرة عن الاجيال السابقة، والتي تمثل - كما ذكرت سابقا- مواقع تراثية موجودة في المدن والقرى والاماكن الدينية،  بالاضافة إلى التراث الملموس من الملابس الشعبية، وأواني الطبخ، والمصنوعات الخشبية والفخارية، بالاضافة الى التراث المعنوي في العادات والتقاليد، والامثال الشعبية، والاغاني والحكايات، وكذلك الفنون الشعبية غير القولية مثل الرقص، والموسيقى، والشعر، والأمثال الشعبية، وكذلك الأكلات الشعبية، حيث أن كل عنصر من هذه العناصر كان له وظيفة في ترسيخ التراث بالارض والانسان الفلسطيني، ورغم تعرضه لمحاولات الطمس والتزوير من قبل الاحتلال، حيث أنه يشكل كل عنصر منها رمزاً من رموز الهوية الوطنية، والدليل على ذالك الشعور الوطني الجماعي نحو الحفاظ عليها؛ ليبقى الانسان داخل أرضه محافظاً على شخصيته وهويته الوطنية(كناعنة2000،64-63).

الهوية:  تعتبر الهوية مصطلحًا فلسفيًا، يستدل به على كون الشيء هو نفسه، تتداخل الهوية مع

مصطلحات عديدة مثل: الخصوصية، والتي يستدعى وجودها لمواجهة ومقاومة ما يمكن اعتباره تهديدًا للهوية بسبب الغزو الثقافي، وهناك من يرى أن الهوية مجرد مصطلح سياسي ولد ضمن عملية صراع سياسي.

كما تعرف الهوية ايضا، بأنها انتماءات الإنسان لتحديد ارتباطه وولائه لحضارته وثقافته وبالتالي لأمته وشعبه، ومن المصادر الأساسية للهوية هي القومية، والعرق والجنس والطبقة، ورغم أن الهوية تنسب إلى الأفراد إلا أنها ترتبط بالمجموعات الاجتماعية التي ينتسب لها الأفراد.

التراث: "هو مجموعة من الفنون الوطنية الملموسة والقوية، والتي تميز كل شعب عن غيرة من الشعوب الأخرى، بصفتها تشكل رمز ووجدان الحضارة،  والتي تعمل على تجسيد الهوية الوطنية الفلسطينية الشعبية، وفي مجموعها فنون توارثوها الاجيال جيلاّ بعد جيل، وهي التي تميز كل شعب عن الشعوب الأخرى". كما أن هذه الفنون التي تكوّن في مجموعها التراث تعتبر الهوية لكل شعب، وتعتبر ايضا وثيقة امتلاك للأرض عبر التاريخ. وكما يعرف التراث حسب منظمة اليونسكو" هو ميراث المقتنيات المادية وغير المادية التي تخص مجموعة ما(اشقر2009،128). او مجتمع لديه موروثات من الاجيال السابقة، وظلت باقيةً حتى الوقت الحاضر ووهبت للاجيال المقبلة".

 

    

مفاهيم وسائل الإعلام :-

      وسائل الاعلام بمفهومها ومصطلحاتها، هي الوسائل التي تستخدم للتواصل مع الجمهور المستهدف، من أجل نقل الاخبار والمعلومات الصحيحة بالحقائق الموضوعيه دون تحريف، لاطلاع الراي العام بما هو مطروح من قضايا تهم المجتمع بشكل عام، حيث حصرها بما يلي:

1- وسائل الاعلام المقروءة: تمتاز هذه الوسائل بإمكانية حفظها بسهولة؛ حيث إنها توفر للقارىء فرصة أن يختار الموضوع الذي يعجبه؛ ليقرأه من مجلة أو صحيفة، ويمكنه ان يعيد قراءة جزء منه، بالاضافة الى انه يمكنه قراءتها عدة مرات. 

2- الوسائل السمعية:  تعتمد هذه الوسائل على الصوت، وهي تشمل: الاذاعة، والتسجيلات الصوتية من نشرات الاخبار و الاغاني والموسيقى؛ حيث  يمكن ان يستمع لها بسهوله، ويمكن ان يختار سماع الموضوع المناسب في الوقت المناسب.

3- وسائل الاعلام السمعية والبصرية: وهي من اهم  الوسائل؛ لانها تعتمد على الصوت والصورة وتشمل: التلفاز والسينما، فهي من اهم وسائل الاتصال الحديثة لنقل المعلومات والاحداث الى ملايين الاشخاص في أرجاء العالم، وعادة تهتم بنقل وقائع الاحداث في صورتها الواقعية التي لا تحتمل الشك او التزوير،  بالاضافة إلى الانترنت، وتعد هذه الشبكة من أحدث وسائل الاعلام في العالم؛ حيث إنها تجمع بين الصفات المكتوبة والمسموعة، والمرئية، وكذلك الإلكترونية،  ويمكّن الشخص من تصفح مواقع مختلفة بسهولة؛ حيث إن هذه الشبكة احدثت ثورة كبيرة في عالم وسائل الاعلام، وساعدت في ربط العالم كله مع بعض، وتحت فضاء واحد، مما يتيح تبادل المعلومات بين الشعوب بسهولة ويسر.

 

 

 

 

التراث وعملية التهويد وتدمير:-

      يتعرض التراث الفلسطيني الى تهديدات وممارسات لتهويده من قبل الاحتلال الاسرائيلي، فقد شرعت قوات الاحتلال منذ عام 1948م بعملية تدمير وتزوير وطمس للمعالم التراثية الفلسطينية، لا سيما في مدينة القدس المحتلة، لما تمثله من ثقل تاريخي وديني، وسنحاول تسليط الضوء بشكل سريع على بعض تلك الممارسات.

*في عام 1948م: في بداية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين كانت بداية عملية السرقة وتزوير وتدمير التراث الفلسطيني، فقد قامت قوات الاحتلال بتدمير 394 قرية فلسطينية وطمس معالمها، واقامة المستوطنات الاسرائيلية عليها(مخول2009،112).

*الاستيلاء على حائط البراق، وإطلاق اسم المبكى عليه في عملية قرصنة لهذا المعلم الديني الفلسطيني والعربي والاسلامي، وذلك باعتراف اللجنة الدولية التي حققت في ملكيتة ايام الانتداب البريطاني، واتخذت قرارا عام 1930 م يفيد أن حائط البراق ملكا للاوقاف الاسلامية، وجزءا لا يتجزا من الحرم القدسي الشريف، باعتباره الحائط الغربي للحرم الشريف(بهنسي1984،106).

* تم تدمير العديد من الاحياء الفلسطينية في مدينة القدس، حيث صادر الاحتلال الاسرائيلي عام 1967م حي المغاربة، وقامت باخلائه من السكان وهدمه؛ لتقيم مكانه ساحة عمومية لتجمع اليهود قبالة حائط البراق. وتم تدمير حوالي 138 مبنى في ذلك الحي، بالاضافة الى عمليات التدمير الاخرى؛ لتطال جامع البراق والمدرسة الافضلية والزاوية الفخرية ومقام الشيخ.

*سرقة الاثار الموجودة في المتحف الفلسطيني بالقدس والمقابر الاسلامية الموجودة هناك.

*تهويد المسجد الابراهيمي الشريف، ومسجد بلال بن رباح في مدينة الخليل المحتلة، وضمها إلى التراث اليهودي(الكسواني2002،87).

كل ما تم ذكره أمثلة توضح حجم عملية التهويد الممنهجة من قبل الاحتلال الاسرائيلي بحق المواقع التراثية والمباني التاريخية الفلسطينية.     

اسباب وأهداف محاولات الاحتلال الاسرائيلي تزوير وتهويد التراث الفلسطيني :-  

    بناءً على التساؤلات التي مرت، سنتناول في هذه الدراسة أهداف الاحتلال الاسرائيلي من محاولة تزوير وسرقة التراث،  من اجل طمس وتهويد معالم التراث الفلسطيني بوسائله المتعددة والمبتكرة، والتي خلقت واقعاً جديداً، بالاضافة الى تحقيق مجالات وطرق متعددة للتزوير والسرقة؛ حيث إن المؤسسات الاعلامية الصهيونية تعمل على ترويج المزاعم المتعلقة بالحق التاريخي لليهود بهذه الارض الفلسطينية العربية كنعانية الجذور والهوية، من اجل قتل الروح المعنوية للشعب الفلسطيني الذي يتمسك بأرضه وتراثه، حيث إن السياسات والممارسسات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، من خلال الاجراءات المتنوعة من ممارسات وسياسات على الاماكن الدينية والمتاحف الوطنية في المدن الفلسطينية،  تهدف إلى إنكار أي وجود للشعب الفلسطيني، وذلك حسب ادعاء قادة إسرائيل، حيث صنعوا لأنفسهم ماضياً ليختلقوا حاضراً ومستقبلاً لهم،  كما نسبوا عناصر كثيرة من تراث الشعوب المختلفة، واستخدموها لهويتهم المزعومة، وأبرزوا  تراثاً خاصاً بهم ، مثل الشيقل ذي الاصل البابلي (العراقي)، والذي كان يقصد به وحدة الوزن الفضية، ثم أصبح وحدة نقد فضية وانتحله الاسرائيليون، وأصبح يمثل العملة الرسمية لهم بدلا من الجنية الفلسطيني الذي كان متداولاً زمن الانتداب البريطاني(حماد1983،58). إن التراث الفلسطيني بحاجة الى مثقفيه وكتابه لنشره بوسائل الاعلام المختلفة؛ للتعريف به والحفاظ على هويته، كونه يواجه نكبات وكوارث مختلفة على مر التاريخ ، لكنها لم تصل الى ذروة ما يواجهه من محاولات تهويد وطمس من قبل الاحتلال، وهذا لا يمنع الشعب الفلسطيني بمؤسساته من العمل على حماية تراثه وهويته بكل الوسائل المتاحة؛ لأنه يدرك ان من لا تراث له لاوجود له، مع العلم ان كافة الدلائل والمعلومات المتوفرة لدى الباحثين، ان تاريخ فلسطين يوضح للجميع بأن الكنعانين هم بناة الحضارة الأولية منذ خمسة آلاف سنة تقريباً، وهذا يفوق بعشرات القرون ظهور بني اسرائيل على الساحة الدولية، وهذا ما تأكده التوراة عندما تذكر ان الكنعانيين يمثلون السكان الاصلين للبلاد، ومن ثم الفلسطينين الذين ورثوها، وبنوا هذه الحضارة وساهموا في بناء الحضارة المزدهرة في فلسطين كلها قبل ظهور العبرانيين بقرون، الذين وهم الذين استعملوا  اللغة الكنعانية حينما عاشوا بينهم، وعلاوة على ذلك فإن العبرانيين ليس لديهم هوية محدودة على مر التاريخ(حداد1986،17). وهناك من يحاول ربطهم بالعابرين، وذلك من خلال العمارة المميزة، والتي تتمثل بالبيت الكنعاني التقليدي، والذي ما تزال جذوره ومخططاته حتى الآن في بلاد الشام عامة وفلسطين خاصة، وذلك من خلال النقوش والوثائق المختلفة التي وجدت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، والتي تؤكد دقة المعلومات من جهة، ومن جهة أخرى حاولت اسرائيل طمس هوية المدن إما بتدميرها، أو إقامة مستوطنات جديدة مكانها، او بتغيير أسمائها؛ لمحو الأسماء العربية الكنعانية واعطائها أسماء عبرية إسرائيلية، ومع ذلك ما تزال تلك الأسماء تمثل شاهداً امام عمليات الطمس والتهويد، وهذا واضح في أغلب المدن الفلسطينية، لا سيما في المدن التي تم احتلالها عام 1948م(بهنسي130,1984). وكان لوسائل الاعلام الفلسطينية المختلفة دوراً أساساً في تعريف وتوثيق هذا التراث، سواء كان ملموسا او مقروءا، وذلك  من خلال وسائلها المختلفة، والموجهة إلى العالم من أجل تعرية وفضح ممارسات الاحتلال تجاه هذا التراث، والذي يجسد بدوره الهوية الفلسطينية.

سلب وتشوية رموز الهوية الوطنية الفلسطينية:- 

     تتشكل الهوية الوطنية الفلسطينية من رموز من طبيعة الارض الفلسطينية،  حيث يلجأ الاحتلال إلى تخريب وتشويه هذه الرموز،  ومن هذه الرموز الكوفية الفلسطينية التي كان يرتديها الشهيد القائد ابو عمار، حيث إن هذا الرمز يثير القلق لدى اسرائيل، وخصوصاً عند ارتداء هذه الكوفية من قبل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني؛ لنيل حقوقهم وتقرير مصيرهم،  وقد بدأت المصانع الاسرائيلية في الغرب بإنتاج هذه الكوفية وتسويقها على انها مجرد موضة لغطاء الرأس، وهذا الأسلوب من الاساليب التي انتهجتها للاستيلاء على هذا الرمز الفلسطيني، حتى إنهم شوهوا هذه الكوفية بإضافة ألوان علم إسرائيل ونجمة داود، وكما أنهم بدأوا في إبراز موضوع التقسيم الطائفي والعشائري لسكان الداخل الفلسطيني لعام (1948)، وذلك من خلال فصل الدروز والمسيحين والمسلمين والبدو بتعريفهم بعرب اسرائيل(قلقيلي2012،48-47). وهذا تشويه آخر للهوية، بالاضافة إلى تشويه الانسان العربي الفلسطيني بربطه بالخيمة والجمل، وانه إنسان إرهابي متوحش قاتل،  حيث إن الاعلام الاسرائيلي يشوه صور الشباب الفلسطينين في الخارج، وذلك من خلال الافلام والمسلسللات التي يتم عرضها في العالم، وهذه محاولات اخرى تعمل على تشويه واستلاب الهوية الفلسطينية، وحتى إنهم يحاولون إغراق المراهقين الشباب بالتحلل الاخلاقي، وذلك بتسريب المخدرات والمشروبات الروحية والاغراء الجنسي لهم،  كل ذلك يساعد على طمس وتدمير الهوية الفلسطينية.

    ورغم كل ما يمارس لطمس الهوية الفلسطينية إلا إنها  متينة لها جذور مثل شجرة الزيتون في هذه الارض المباركة؛ اذ إنها مستهدفة في كل رموزها الوطنية(صلاحات2005،25).  حيث يتطلب منا جميعا العمل على حماية هذه الهوية المستهدفة، وتعزيز وجودها حتى تظل الدرع الواقي للهوية الفلسطينية، فعلى وسائل الإعلام الفلسطينية واجب ومسئولية كبيرة تجاه هذه الرموز.

 دور الإعلام في التعريف والتوثيق والنشر في الكتب والمجلات المتخصصة بالتراث الشعبي :-

 إن للصحافة دور مهم في التصدي للممارسات الصهيونية من خلال التوثيق والنشر والتعريف في الصحف والمجلات والكتب التي تعنى بالتراث الفلسطيني، إن للتوثيق دورٌ مهم في حفظ التراث، ويمكن حفظه على شكل وثيقة أما مكتوبة أو مسجلة بالصوت والصورة حيث أن تقدم التكنولوجيا اليوم تساعدنا في توثيق كل لون او شكل من التراث بالطريقة التي تلائمه، وان وسائل الاعلام قد ساهمت أيضا بشكلٍ واسع،  اذ فتحت صفحاتها للأبحاث والمقالات للكتاب والباحثين في هذا المجال، حيث تجري التحقيقات واللقاءات مع المهتمين بالتراث الشعبي من أجل استمرارية التعريف به، وقد قرر الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينين أن الأول من تموز من كل عام هو يومٌ للتراث الشعبي الفلسطيني(ابوهدبا1991،66). وذلك اعتباراً من تموز 1981م، حيث تقام في هذا اليوم الاحتفالات الفلوكلورية في كل اماكن الوجود الفلسطيني في الداخل والخارج، وكما يشارك في هذه الاحتفالات كل أصدقاء الشعب الفلسطيني، وكان اول احتفال بهذا اليوم الاحتفال الذي أُقيم في العاصمة الاردنية عمان 29/7/1983 م حيث استمرت الاحتفالات اكثر من شهر وقد شارك العديد من الفلسطينين المتواجدين في الاردن  في هذه الاحتفالات.  وهنا لا بد من الحديث عن احدى وأهم المجلات التي تعنى بالابحاث والدراسات التراثية، حيث أن مجلة التراث والمجتمع التي تصدر عن جمعية انعاش الاسرة في البيرة منذ عام 1976 م هي من احدى أهم المجلات التي تعنى بالتراث الفلسطيني ومن اهم اهدافها جمع الوقائع وسرد الاقوال وتنفيذها وتحليلها، كما أن الدراسات والابحاث الخاصة بالتراث الشعبي أخذت تحتل حيزاً مرموقاً في المكتبات  ومعارض الكتب بالاضافة الى مجلة الجديدة (الحيفاوية) وشؤون فلسطينية التي تصدر في بيروت(شعث1989،36).  وكذلك الصحف التي ساهمت في إحياء ذلك فمنها: فجر الاداب، الاتحاد، الغد، وصحيفة الشعب وغيرها التي اهتمت بنشر التراث. ورغم كل المعوقات لا زال هناك  دليل قوي على ان الموقف الفلسطيني لم تؤثر عليه كل ممارسات الاحتلال، وبالتالي لت تؤثر على هذه المجلات  والصحف والكتب التي تنشر في البلاد، فإننا نرى اليوم أن الموقف الدولي قد أخذ يرضخ شيئاّ فشيئاّ للضغوط الصهيونية تجاه الاعلام الفلسطيني، وذلك  من خلال الاعلام المضاض والموجه،  قبل أن يشجع صوتا وينادي بالوقوف أمام ممارسات الاحتلال اتجاه هذه الصحف والمجلات التي تعنى بالتراث الفلسطيني، ان ملفات الامم المتحدة مليئة بالقرارات التي تشدد على الحفاظ على التراث والحضارة في المناطق المحتلة، ولا تعدو هذه القرارات عن كونها حبر على ورق ولم تأخذ حيز التنفيذ، وايقاع العقوبات بالسلطات الاسرائيلية لمنعها من الاستمرار في سرقة وتزوير و طمس هذا التراث وانتحاله(حداد1986،21) . 

دور الاعلام في التعريف بالمتاحف التراثية الفلسطينية:-

      تعتبر المتاحف من الوسائل الرئيسة لحفظ التراث، فنحن نستطيع أن نحتفظ بملابسنا الشعبية وفنوننا في متاحف متخصصة؛ لحفظ مثل هذه الادوات المادية، وعلينا تقصي مظاهر السلوك المتعلقة بها ودراستها؛ إ ذ لا يكفي الاحتفاظ بهذه الأدوات الجامدة، بل المعاني والرموز والوظائف المتعلقة بهذه الأدوات، هي الوسيلة المطلوبة من المتحف أن يؤديها، وتضم المتاحف الادوات والملابس والفنون اليدوية والوثائق الشعبية،  ومن هذه المتاحف متحف التراث الشعبي الفلسطيني،  الكائن في إحدى قاعات جمعية انعاش الأسرة، بالاضافة الى متحف دار الطفل بالقدس، والذي يحتفظ بقطع نادرة من الملابس والادوات واشغال القش،  وفي بيت لحم متحف "بيتنا التلحمي" والتي تعرض فيه ملابس وفنون يدوية من منطقة بيت لحم(ابوهدبا1991،56). وكذلك متحف جامعة النجاح الوطنية للتراث الشعبي، ومتحف جامعة بيرزيت، بالأضافة الى متحف احياء التراث في الطيبة، والذي يقوم بنشاط في شراء كل ما يمكن الحصول عليه من المعالم الثقافية الشعبية المادية واقتنائها؛ حيث إ،ن وسائل الاعلام المختلفة لها دور كبير في التعريف والترويج لمثل هذه المتاحف لما لها من اهمية كبيرة في الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية.                             

                                                                                                                  إن إقامة المعارض الدائمة والمؤقتة، والتي تضم الأدوات التي تتعلق بالتراث والملابس، وأدوات الزينة والفنون الشعبية الاخرى، التي تقوم بها مؤسسات مستقلة وعلى هامشها عادة يتم عقد ورش عمل، حيث تهدف هذه المعارض الى تعريف بجوانب من الحياة الشعبية الفلسطينية بأدواتها وفنونها التقليدية ،ومن هذه المعارض ما تقيمه جمعية انعاش الاسرة، وكذلك جامعة النجاح وجامعة بيرزيت ومركز احياء التراث وغيرها(نعيرات،جبر2010،96). بالأضافة الى بعض الجمعيات الخاصة بتدريب الفتيات على التطريز وإنتاج ملابس مطرزة وبيعها،  ناهيك عن ان الملابس المطرزة في بعض المناطق في فلسطين هي اللباس الشعبي التقليدي المقبول لديهم،  وكما تقام على هامش المعارض امسيات شعرية، ودبكات واغاني وتقصي ومسرح شعبي، من خلال فرق خاصة تعرض هذه الفنون دون تغيير او تبديل؛ لأن الاجتهاد بتطويرها تفسد اصالتها فنفقدها، بالاضافة الى إقامة معارض للفنون اليدوية والمهن الشعبية، كفنون الفخار والقش والخزف، والغزل والنسيج وسواها من خلال مراكز خاصة يقوم فيها الانتاج والعمل بالطرق التقليدية(ابوهدبا1991،157). وان تنفتح هذه المراكز للزوار والدارسين، فمن جهة نحافظ على هذه الفنون نفسها، ومن جهة أخرى توفر هذه المراكز منتوجات شعبية تقليدية يمكن ان ننهض باستعمالها بتزيين البيوت، ومن السهل بلورة أفكار كثيرة حول اضافة مثل هذه المراكز، وإمدادها بالخبرة الفنية اذ ما زلنا قادرين على توفيرها حتى الآن، وذلك من خلال نقابة الفنانين والصناع الشعبييين، وقد تم افتتاح العديد من المعارض خارج فلسطين،  وبمناسبة يوم التضامن  مع الشعب الفلسطيني، تم اقامة معرض للفن الشعبي الفلسطيني في مقر اليونيسكو في باريس 1980 م، وقد تضمنت المعارض  الصناعات الشعبية ، والفنون الشعبية والأزياء الفلسطينية، وعند افتتاحه من قبل مدير العام لمنظمة اليونيسكو بكلمة قال فيها: "إن شعباً يمتلك مثل هذا التراث لا بد ان ينتصر، وان يتتابع اسهامه في بناء الحضارة الانسانية"،  بالاضافة الى افتتاح العديد من المعارض في العالم، فقد تم افتتاح معرض التراث الشعبي في قطر عام 1981 م بمناسبة الذكرى السادسة عشر لانطلاقة فتح(عرنيطة1987،117-116).  وكما اقيم معرض في أستىاليا عرف بالوجه الحضاري للانسان الفلسطيني، وقدم صوراً عن ابداعاته وقدراته على العطاء، وفي سنة 1980 م اقيم في مدينة لندن معرض للفن الفلسطيني بانواعه، وكان لهذا المعرض اهمية سياسية واعلامية، فهو يهدف الى اطلاع العالم على قدرات الشعب الفلسطيني العريق،  حتى يؤكد للعالم إنه لم ينسَ في غمرة أحزانه واجبه تجاه تراثه وفنونه الشعبية، حيث إن وسائل الاعلام المختلفة العربية والعالمية تناقلت أحداث وصور هذه المعارض، حيث إنها ساهمت في تعريف واطلاع العالم على التراث الشعبي الفلسطيني العريق.

 

دورالاعلام في التعريف بالمراكز البحثية المتخصصة بالتراث الفلسطيني :-

     تؤدي المراكز التعليمية والبحثية المتخصصة دوراً كبيراً في الحفاظ على التراث،  وذلك من خلال خطة مدروسة تغطي جميع جوانب التراث الشعبي الفلسطيني، سواء طبع دراسات متعلقة بالتراث الشعبي، أو ترجمة ما كتب عن التراث الى اللغة العربية، او الاتصال بكل من له اهتمام بالتراث الشعبي من اجل تبادل المعلومات، وذلك من خلال عقد الندوات، أو المشاركة في الدراسات الأكاديمية في ميدان التراث الشعبي،

 

 

بالاضافة الى الإهتمام بالمناهج التدريسية، وصولا إلى طرح  التدريس لذلك التراث،  ونحن نعلم ان المناهج التدريسية هي التي تنمي افكار الاجيال القادمة(برغوثي1986،84).  الا ان هذه المراكز تعد من الجهات الأقل حظاً في الاهتمام بالتراث، مقارنة مع المؤسسات الاخرى من الناحية الاعلامية، وهي لم تحظَ بما هو مطلوب من تغطية اعلامية كافية،  والسبب يرجع الى الظروف السياسية المحيطة في المناطق، ليس في فلسطين وحدها، وإنما في اقطار العالم العربي كافة، بالإضافة إلى ان هذه المراكز لا تتضمن انتاج من يمثلون هذا التراث، والذين يقومون بالاشراف على المناهج الدراسية؛ لتبين للطلبة تراث أجداهم، وإنما يقوم آخرون بكتابة هذه المناهج دون أن يكون لهم  اطلاع على هذا التراث(كناعنة2009،48-47). وعلى النقيض من ذلك فإن المناهج الاسرائيلية التي أعدت من قبل مراكز بحثية متخصصة تدرس تاريخ فلسطيني (يهودي)، باسهاب وتفصيل وتركيز شديد على التراث، من اجل العمل على ابراز (يهودية) أرض وتراث فلسطيني (وأسرلتها ) من خلال نشره وتعميمه،  فكيف لهذا الاعلام الفلسطيني ان يؤدي دوره في التعريف والحفاظ على التراث من أجل استمراره للاجيال القادمة.   

       وما تزال قضية قرار موظفي وزارة التربية والتعليم العالي إعدام كتاب (اقول يا طير ) من ضجة تستحق التوقف عندها، وهذه القضية تطرح من جديد سؤالاً حول الموقف العقلاني في الموروث الشعبي،  فالتراث الشعبي جزء مهم من الهوية الوطنية لاي شعب،  بل هو أحد مكونات هذه الهوية، فمن لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل له ايضا، والموروث الشعبي بشقيه القولي والمادي هو إرثٌ حضاري للشعب، والتنكر لهذا الارث الحضاري هو استجابة مقصودة او بدون قصد لطروحات الاعداء، الذين يرون في الشعب الفلسطيني مجرد تجمعات سكنية لا أكثر ولا أقل من ذلك(حداد1986،20-19).  ومن الادوار الاخرى التي يساعدنا الاعلام في حفظ تراثنا وهويتنا من خلالها هي التوثيق والارشفة،  ونقصد حفظه على شكل وثيقة مكتوبة أو مصورة، والتي تساعدنا في الحفاظ وتعريف العالم بتراثنا الشعبي وحياتنا الشعبية ايضاً، فيما لو استثمر الاعلاميون هذه الامكانيات المتاحة.

المقترحات من أجل الحفاظ على التراث والهوية الفلسطسينية من خلال وسائل الاعلام الفلسطينية المختلفة:-

      باعتبارنا فلسطينين يجب أن نعمل بجدية وموضوعية، وذلك من أجل مواجهة التحديات الاسرائيلية الشرسة، التي تسعى لطمس تراثنا وتهويده، ويجب علينا معالجة هذه الظاهرة على ان نتعامل مع التراث على أساس أنه وسيلة يمكن من خلاله استعادة الماضي الذي نشأ وشاع فيه هذا التراث؛ لربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وذلك من خلال الإهتمام  بإقامة المتاحف التراثية في كل فلسطين، والترويج لهذا التراث الشعبي وحمايته وتسويقه بصورة حضارية مدروسة، بالاضافة الى جانب آخر بإنشاء الفرق التراثية المتخصصة بجمع التراث الفلسطيني وعرضه وترويجه، سواء داخل الوطن او خارجه،  وكما يمكن حث الباحثين والكتاب على تصنيفه و توثيقه ودراسته وترجمته ونشره بصورته الحقيقية،  والعمل على صيانة الادوات التراثية وتأهيلها واستثمارها، وذلك من خلال تحويلها إلى ورش عمل، ودعمها من أجل توفير مصدر دخل للقائمين عليها  خوفاً من انقراضها،  كما يمكن خلق رموز تراثية شعبية؛ لتعزيز الدلالة على الهوية الفلسطينية من أجل مواجهة السياسات الاسرائيلية، والتي تهدف إلى تزوير وطمس هذه الرموز، مثل الكوفية الفلسطسنية والثوب الفلسطيني المطرز، والذي تم اقتباسها من البيئة الفلسطينية،  فيجب على الجهات المعنية بالسلطة الفلسطينية إصدار القوانين والمعلومات الصارمة، لمنع تسرب التراث الفلسطيني إلى أية جهة أخرى بالطرق القانونية،  وهذا يحتاج الى تنسيق وتعاون جميع الجهات المعنية، سواءً المؤسسات الشعبية أو الرسمية،        ويتوجب على كل مواطن فلسطيني ان يعرف واجباته تجاه تراثه، وذلك من اجل تجسيد هويته الفلسطينية.

 

 

 

 

 

النتائج والتوصيات:-

      من خلال هذا البحث المقدم،  وتجسيداً لفكرة دور الاعلام في المحافظة على التراث والهوية الفلسطينية، وبعد الدراسة والتحليل  تم الخروج بالمقترحات الآتية على ضوء النتائج التي خلصت إليها الدراسة، وإليكم مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تسهم في تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة،    والمخاطر التي تحملها ممارسات الاحتلال على التراث والهوية الفلسطينية،  ويمكن اختصارها فيما يأتي:

 _ ضرورة لفت انتباه وسائل الإعلام إلى المسؤولية التي تقع على عاتقها؛ للحفاظ على التراث والهوية الثقافية الفلسطينية.

_ ضرورة استغلال الثورة الرقمية والتقنيات الحديثة في توثيق المواد التراثية، سواءً كانت مكتوبة أو مصورة، للاستفاده منها في فضح ممارسات الاحتلال من السرقه والتزوير للتراث الفلسطيني.

_ العمل على تسجيل المواقع والمباني الثراثية ضمن التراث العالمي، وذلك من اجل حمايته من السرقة والهدم والتجريف.

_  ضرورة العمل على استخدام التكنولوجيا الاعلامية الحديثه في التوثيق والنشر؛ لفضح ممارسات الاحتلال تجاه التراث الفلسطيني في الاماكن المقدسة والتاريخية .

_ العمل على إيجاد منهاج فلسطيني يدرس لطلاب المدارس والجامعات خاص بالتراث والهوية، على أن يقوم باعداده اكاديميون متخصصون بالتراث الفلسطيني .

_  دعوة المؤسسات الرسمية والشعبية لدعم الباحثين والمهتمين بالتراث؛ للقيام بدراسات وابحاث منهجية خاصة بالتراث والهوية، ونشرها في المجلات المتخصصة .

_  العمل على زيادة الوعي لدى المجتمع الفلسطيني بأهمية التراث، وذلك باعتباره رمزاً للهوية الوطنية يجب التمسك به من اجل تجسيد الهوية الفلسطينية.

_ الدعوة إلى إقامة المهرجانات والمعارض والمؤتمرات التراثية داخل الوطن وخارجه، وذلك من أجل التعريف بالتراث ونشرة .

_  العمل على إبراز التراث ونشره وتسويقه ثقافياً، وذلك من خلال استخدام وسائل الاعلام المختلفه والحديثة، وتوزيعه محلياً وخارجياً من أجل التعريف به، وفضح محاولات الاحتلال من سرقته وتزويره .

_  العمل على تأسيس متحف وطني خاص بالتراث الشعبي الفلسطيني، مع تشجيع إقامة المتاحف المختلفة في كافة المحافظات لنفس الغرض، من اجل جمع وحفظ ودراسة وعرض وصيانة المواد التراثية،  ولمواجهة الهجمة الشرسة من قبل الاحتلال للسرقة والتزوير.

_  دعم إنتاج أفلام وبرامج تلفزيونية والاذاعية من اجل نشر الوعي التراثي والتعريف به، سواءً من خلال ملابس المذيعين، أو من خلال البرامج الوثائقية المتخصصة.

_ الطلب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم ( اليونسكو) المساعدة في حماية التراث الفلسطيني من التزوير والسرقة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.          

من خلال ذلك يمكن أن نوقف محاولات طمس وتشويه الهوية الفلسطينية، ونخلق جيلا متمسكا بهويته وتراثه، قادرا على التصدي لكل ما يحاك لطمس هويته وتراثه، وعندئذ نفوت الفرصة على أعدائنا الذين يتربصون بهويتنا وتراثنا.

 

 

 

 

 

 

 

المصادر والمراجع :-

1- ابراهيم، نبيله. "الدراسات الشعبيه بين النظريه والتطبيق" . دار مريخ النشر، الرياض (1985 )

ص 126.

2 - ابوهدبا، عبد العزيز. "التراث الشعبي جذور وتحديات " .مركزأحياء التراث العربي،  الطيبة ط1 (1991) ص 66.        

3- أبوهدبا، عبد العزيز. "التعامل الصهيوني الميداني مع التراث الشعبي الفلسطيني".التراث الفلسطيني جذور وتحديات، مركز احياء التراث العربي،  الطيبة (1991 ) ص56.

4- ابوهدبا، عبد العزيز. مرجع سابق، ص157.

5- أشقر، احمد."نحو هوية عربية شاملة، بديلة الهوية الفلسطينية، الهوية الفلسطينية الى اين". جمعية انعاش الاسرة، البيرة ط1 (2009) ص128.

6- برغوثي، عبد اللطيف." بين التراث الرسمي والتراث الشعبي".مركز الوثائق والابحاث،جامعة بيرزيت

( 1986 ) ص84.

7- برغوثي، عبد اللطيف."جذور التراث الفلسطيني وخصائصه". مؤتمر القدس العالمي  للتراث الفلسطيني

( 1987) ص 22 .

8-  بهنسي، عفيف. "وثائق ابيلا". وزارة الثقافة والارشاد القومي، دمشق(1984) ص106.

9- بهنسي، عفيف. مرجع سابق، ص130.

10- جابر، محمد."تدمير وسرقة التراث العربي الفلسطيني" . موقع مكتوب الالكترونية،  تاريخ الاضافة 29/8/2008، تم الدخول الى الموقع 12/7/2107م.

11- حداد، منعم. "التراث الفلسطيني بين الطمس والاحياء".مجموعة دراسات وابحاث،  تحرير منعم حداد، مركز احياء التراث، الطيبة (1986 ) ص17.

12- حداد، منعم. مرجع سابق، ص21.

13- حداد، منعم. مرجع سابق، ص20-19.

14- حماد، حسين عمر."اثار فلسطين بين حرب الهياكل العظمية التوراتية اليهودية ووثائق الاستكشافات الاثرية العلمية والادانه الدوليه ". دار كتيبه، دمشق (1983 ) ص 58.

15- رشيد، انور عبد القادر. " التوثيق والنظم في علم تحليل الوثائق".المؤتمر السادس للاتحاد العربي للمكتبات و المعلومات، الجزائر( 2006 )ص14.

16-  شبيب،  سميح. "الصحافة الفلسطينية المقروءة في الشتات" . رام الله، مواطن ( 2001 )ص4 .

17-  شعث، محمد سليمان." العادات والتقاليد الفلسطينية" .مؤسسة العروب للنشر ( 1989 ) ص36 . 

18-صلاحات، محمد.ّاغتيال التراث الفلسطيني.ّاغتيال الهوية، تجمع الكتاب الفلسطينين، نابلس(2005)ص25.

19- عرنيطة،  يسرى." الفنون الشعبية في فلسطين والاردن". مركز الابحاث،  منظمة التحرير الفلسطينية بيروت (1968) ص117-116.

20- قلقيلي، عبد الفتاح، ابو غوش، احمد."الهوية الوطنية الفلسطينية خصوصية التشكل والاطار الناظم ".بيت لحم، مركز بديل( 2012) ص47-46.

21- الكسواني،محمد،وآخرون.ّالقدس تاريخ من الآلم النبيلّ.مجلةالعربي،العدد518(2002)ص87.

22-  كناعنة، شريف. "الهوية الفلسطينية الى اين" .مركز دراسات التراث المجتمع الفلسطيني، ع 22 ، البيرة، جمعية انعاش الاسرة ( 2009 ) ص 48 -47.

23- كناعنة،  شريف." من نسية قديمه تاه". دراسات التراث الشعبي والهوية الفلسطينية، مؤسسة الاسوار عكا(2000 ) ص64-63.

24- كناعنة، شريف، وأخرون. "المأثورات الشعبية". عمان-جامعة القدس المفتوحة (1996 ) ص43. 

25- مخول، أمير."دور أسرائيل في تجزئة الهوية الفلسطيني 48". مركز الدراسات والتراث المجتمع الفلسطيني، ع27 ،البيرة، جمعية انعاش الاسرة ( 2009) ص112.    

26-  موسوعة الفلسطينية."المجلد الثالث" ،ط1 ، دمشق (1984) ص186.

27-  ناشف، خالد. "جذور التراث الفلسطيني منذ اقدم العصور ". التراث والمجتمع، ع 29،البيرة، جمعية انعاش الاسره (1997 ) ص 32-31.

28- نعيرات ، حسن، جبر، محمد."الفنون الشعبية الفلسطينية".وزارة الثقافة الفلسطينية،  الطبعة الاولى

( 2010 ) ص96.

Journal
Title
حسن محمد نعيرات
Publisher
جامعة القدس المفتوحة
Publisher Country
Palestine
Indexing
Thomson Reuters
Impact Factor
1.0
Publication Type
Prtinted only
Volume
4
Year
2018
Pages
25