تمهيد

منذ الأزل والأنسان يمارس الغناء بأشكاله وأنواعه، فهو وسيلة سهلة للتعبير عن المشاعر والاحاسيس التي تدور في خلجات فكره وأعماق قلبه، وأبسط أشكال الغناء بدأ بمحاكاة الطبيعة وما يدور فيها من احداث كتغريد العصافير، وحفيف الأشجار، وخرير المياه، وبعدها تطور شيئا فشيء حتى وصل لعلم قائم بحد ذاته يعتمد على تنغيم الصوت وترتيبه وإظهار امكانياته، واحتلال مكانه كبيرة في قلوب الناس وحياتهم من غير جهد ولا تعب.

لقد ظهر الغناء في الحضارات القديمة المصرية، والاغريقية، والهندية، والعربية، والإسلامية على انه شيء مقدس ومرتبط ارتباط وثيق بالمعتقدات الدينية ويلعب دور أساسي في سياسة الدولة، وكثير ما كان يستخدمه السياسيون ولا زالوا في تسهيل مهماتهم، وليس كما يعتقد البعض بان الغناء خلق ووجد للترفيه والتسلية فقط، فقد اثبتت التجارب ان الفنون بشكل عام والغناء بشكل خاص يلعب  دور أساسي في سياسة الدول ومناهجها واقتصادها والدليل على ذلك واضح في تاريخ مصر الحديثة وما حصل في خمسينيات القرن الماضي، من حضور الغناء وجعله سلاحا فتاكا في أيدي السياسيين في ذلك الوقت.

فقد كانت ولا زالت الأغنية وسيلة هامة لتوجيه وتعبئة الشعوب فمن خلالها تشكل وعي ووجدان وفكر أبناء الشعب الواحد، وتشكلت طبيعة العلاقات الاجتماعية بينهم، ونستطيع التعرف أيضا على هوية ذلك الشعب وآماله وطموحاته من خلال أغانيهم وفنهم.

ان تعلم الغناء والاهتمام به ووضعه على المسار الصحيح أمر في غاية الأهمية لما له أثر واضح في المجتمع كما تحدثنا في جميع النواحي السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية وغيرها، فالصوت الجميل هبة من الله بحاجة لعناية ورعاية علمية حثيثة. فعندما تريد المناداة للصلاة تحتاج لصوت قوي ومدرب، وكذلك عندما تريد الغناء للأطفال وتعليمهم النشيد تحتاج لصوت مفعم بالحيوية والنشاط ... الخ.

 لذلك من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتق المؤسسات التعليمية في دولة فلسطين وخاصة المدارس والجامعات وضع الخطط والمناهج للنهوض بالمستوى الفني الغنائي في المجتمع الفلسطيني ونحن بقسم العلوم الموسيقية في جامعة النجاح الوطنية نحاول جاهدين تطوير المناهج ووضع الخطط لتدريس الغناء العربي والرقي به، ووضع الأسس والمبادئ للنهوض بالحركة الفنية الغنائية والتي تخدم مجتمعنا الفلسطيني بكافة فئاته

من هنا جاءت فكرة وضع منهج مقترح لتدريس الغناء العربي للمبتدئين في قسم العلوم الموسيقية في الجامعة وتسليط الضوء على هذا العلم الراقي الذي قد يسأل سائل ويقول ان تعليم الغناء العربي يأتي بالتلقين والمحاكاة والخبرة وانه ليس بحاجة لمنهاج يتبع الطرق العلمية الصحيحة في تدريسه.

ولكن نقول:

ان هذا المساق يأتي في محاولة متواضعة لعرض منهاج الغناء العربي المقرر اختياريا على طلاب قسم العلوم الموسيقية في جامعة النجاح الوطنية والذين يتخصصون في مجال الغناء العربي.

يحتوي منهج الغناء العربي على ثلاثة عناصر أساسية هي: -

1. الثقافة الغنائية وتشمل على: -

• معرفة علوم ونظريات الموسيقى "الخاصة بالقراءة والكتابة للغة الموسيقى"
• معرفة الصوت البشري
• معرفة مدراس الغناء العربية
• معرفة القوالب الغنائية العربية
• قراءة القرآن الكريم. (الاستماع والتذوق)
• الغناء الكنسي والأوبرالي والتعرف على تقنياته. (الاستماع والتذوق)

2. تعلم العزف على آلة العود. "أساسي"

لطالما رافقت آلة العود المغني العربي وساعدته في اكتشاف مهارات صوته خاصة فيما يتعلق بالأبعاد "المسافات" العربية والتي تحتوي على ثلاثة أرباع البعد وتشكل غالبية مقاماتنا العربية الأصيلة

3. العزف على آلة البيانو "إضافي". الطالب يكون قد تعرف على آلة البيانو في بيانو الزامي 1-2-3"

لطالما ساعدت آلة البيانو المغني العربي في غناء المسافات والقفزات الصوتية الصعبة وتصوير السلالم الكبيرة والصغيرة وغيرها، وترتيب وتنظيم الصوت البشري من خلال تمارين ال vocalize التي تكسب الصوت المرونة والليونة والسلاسل في الغناء.

4. تطبيقات وتدريبات غنائية على المقامات الآتية وامثلة ونماذج من الأغاني الشعبية الفلسطينية والأغاني العربية المشهورة من أناشيد وطقاطيق وأدوار وموشحات وقصائد ومواويل: -

مقام العجم "السلم الكبير"، مقام النهاوند "السلم الصغير"، مقام الراست، مقام البياتي، مقام الكرد، الحجاز، الصبا، الهزام.

 

 

 

Title

كلية الفنون الجميلة منهاجح يدرس في القسم

Publisher

An-Najah National University

Publisher Country

Palestine

Publication Type

Prtinted only

Volume

--

Year

2018

Pages

--