جامعة النجاح الوطنية
كلية الفنون الجميلة
قسم العلوم الموسيقية
تعدد واختلاف التدوين الموسيقي للأغنية الواحدة في الغناء العربي
"دراسة تحليلة مقارنة "
مقدم من الباحث
ناصر نافذ محمد أسمر
قدم البحث استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الغناء العربي
أكاديمية الفنون / المعهد العالي للموسيقى العربية
القاهرة -مصر
2010
مقدمة:
تعتمد الأمم والشعوب في مراحل تطورها على تسجيل وتدوين مظاهر الحياة بجوانبها المختلفة، الاجتماعية، والسياسية، والدينية، والفنية. فمن خلال التدوين والتسجيل تستطيع الشعوب المحافظة على تراثها وتاريخها والخوف عليه من التحريف والضياع، ونقله من جيل لآخر بأمانه ومصداقية، وإتاحة الفرصة للتعارف والتبادل الثقافي بين الحضارات. حيث يعد التسجيل والتدوين الأساس الأول لتقدم البشرية في حضاراتها المتعاقبة؛ سواءً في العالم القديم، أو في عالمها الحديث.
وعند الحديث عن التدوين والتسجيل في الجانب الفني ، وخاصة في الموسيقى والأغنية العربية _ بداية القرن العشرين_ التي كانت تنقل بالتقليد الشفهي،على الرغم من معرفة التدوين الموسيقي آنذاك، ويُرجع البعض السبب في ذلك اعتقاد مؤديها في تلك الفترة ، أن الأغنية العربية عندما تدون وتكتب بالنوتة الموسيقية ، تُقيّد وتفقد جمالها ورونقها، وأن من مميزاتها أن تعطي الحرية للمؤدي بإضافات من عنده ،على صعيد الزخرفات والحليات.فالمؤدي العربي يعتبر نفسه، مؤلفا مع المؤلف، وما زال هذا الاعتقاد سائدا إلى يومنا هذا رغم اعتماد الموسيقى العربية التدوين ، الأمر الذي أدى إلى وجود عدة مدونات موسيقية للأغنية الواحدة وظهور عدة روايات للأغاني العربية التي وصلت إلينا.
وفي وقتنا الحاضر يعرف الجميع مدى أهمية الدعوة إلى توحيد الروايات للأغاني والأعمال الفنية، لان ذلك يحفظها من التحريف والضياع، ويجعل من السهل التعرف عليها والإقدام على دراستها، ويحفظ حق المطرب والمؤلف في تقديم ألحانه ومؤلفاته كما أرادها أن تكون دون تحريف أو تغيير. ويكون هو المرجع الوحيد إذا أراد أن يضيف أو يحذف، ويظهر ذلك واضحا في الموسيقى الغربية؛ فالمقطوعة الموسيقية أو الأغنية التي خرجت من فريق العمل _ المؤلف، المؤدي، الشاعرـ تدون وتدرّس وتعزف في جميع الحفلات والمهرجانات كما هي من غير إضافة أو تغيير؛ ولهذا السبب وصلت إلينا وتناقلتها الأجيال، وأصبح الجميع قادرا على الاندماج فيها والتعلم منها.
أما في الغناء العربي الذي ظل لفترة طويلة من الزمن يعتمد على التلقين والسمع من جيل لآخر دون اعتماد التدوين، أصبح من الصعب على الدارس أن يتتبع الأصل ويصل إلى الأساس الذي يتعلم منه.
لذا يرى الباحث أنه لابدّ من الدعوة إلى توحيد الروايات والمدونات للأغاني ودراسة أسلوب الحفاظ على تراث الغناء العربي بشكل منهجي يعتمد على المنهج العلمي في تناوله دراسيا حتى لا يتعرض للتحريف، ولا يقف عائق أمام تقدم وتطور فنون الموسيقى العربية
مشكلة البحث:
تكمن مشكلة البحث التي تم رصدها بالملاحظة من قبل الباحث، وذلك من خلال دراسته في المعهد العالي للموسيقى العربية لمادة الغناء العربي في وجود عدد من المدونات الموسيقية للأغنية الواحدة على الرغم من معرفة المُلحن ووجود التسجيل الأصلي، وليس هناك اعتماد لمدونه عن الأخرى، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من الضياع تشوب الدارسين والباحثين والذي دعا الباحث للقيام بدراسة متخصصة للوقوف على أهم الأسباب التي أدت لهذه الظاهرة.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى:
أهمية البحث:
تأتي أهمية هذا البحث في سياق مواكبة التطور والتقدم العلمي الذي يشهده العالم، والذي يتطلب منا:
حدود البحث:
اقتصرت حدود البحث على المدونات الموسيقية للقوالب الغنائية العربية المعروفة الملحن في مصر ويوجد لها تدوين أصلي، وذلك في القرن العشرين.
أدوات البحث:
استخدم الباحث في إعداد بحثه مجموعة الأدوات الآتية ذكرها:
المدونات الموسيقية، التسجيلات الصوتية، المراجع العلمية، المقابلات الشخصية.
عينة البحث:
قام الباحث باختيار دور (أنا هويت) للملحن المصري سيد درويش والذي انتشر بصوت المطربة سعاد محمد. وقد ارتكز في اختياره على:
منهجية البحث:
لتحقيق الأهداف السابقة سوف يستخدم الباحث المنهج الوصفي (تحليل محتوى)
فروض البحث:
يفترض الباحث وجود تعدد في المدونات الموسيقية للأغنية الواحدة رغم اعتماد التدوين الموسيقي في القرن العشرين واستخدامه ومعرفة الملحن والمطرب ووجود التسجيل الأصلي للعمل.
نتائج البحث وتفسيراته
بعد أن فرغ الباحث من رصده لما سبق، أصبح من السهل الإلمام بالجوانب التي تؤكد فرض البحث الداعي إلى وجود تعدد في المدونات الموسيقية للأغنية الواحدة في الغناء العربي رغم اعتماد التدوين الموسيقي في القرن العشرين واستخدامه ومعرفة الملحن والمطرب ووجود التسجيل للعمل.
الجانب الأول: الاعتقاد السائد بين مؤديها أن الأغنية العربية عندما تدون وتكتب بالنوتة الموسيقية، تُقيّد وتفقد جمالها ورونقها، وأن من مميزاتها أن تعطي الحرية للمؤدي بإضافات من عنده، على صعيد الزخرفات والحليات.
الجانب الثاني: إن المؤدي العربي يعتبر نفسه مؤلفا مع المؤلف وهذا يؤدي إلى ظهور عدة مدونات للأغنية الواحدة وضياع الأصل وحق الملحن والمطرب كما يؤدي إلى حالة من الضياع تشوب الدارسين والباحثين.
الجانب الثالث: خوف الملحن على سرقة الأغنية إذا كتبت وذلك لعدم وجود في ذلك الوقت مؤسسة ترعى حقوق الملكية الفكرية وتحفظ للمؤلف حقه.
الجانب الرابع: ضعف عدد كبير من الملحنين والمطربين في الجانب العلمي والأكاديمي للعلوم الموسيقية وخاصة الكتابة والقراءة الموسيقية.
الجانب الخامس: ضعف الثقافة الموسيقية لدى المجتمع، ونظرتهم للموسيقى والغناء أنها نوع من التسلية السهلة التي لا تقوم على قواعد علمية ولا يجب أن يضيع المرء وقته في دراستها.
الجانب السادس: عدم وجود مكان مخصص لتسجيل وتوثيق الأغاني التي تغنى بالنوتة الموسيقية. وذلك بأن يكون هناك سِجل للأغنية تُحفظ فيها كلماتها، ولحنها وتسجيلها، بحيث يسهل على الباحثين والدارسين تناولها.
الجانب السابع: اجتهاد المدون وكتابة المدونة أو الأغنية حسب مزاجه وقدراته.
ثالثا: التوصيات والمقترحات.