تركزت جهود القادة التربويين والسياسيين والعسكريين في فترة الإعداد للفتح الثاني لبيت المقدس على استراتيجيين أساسيتين هما: إعادة وحدة المسلمين خاصة في مصر والشام ،وتعبئة الأمة تربوياً ومعرفياً وقد ظهر ذلك جلياً في جهود الإمامين الغزالي و آق سنقر البرسقي.
يبين هذا البحث الجهود السياسية والإدارية في توحيد الشام بعد القضاء على الدويلات الصغيرة المنتشرة هناك، وإعادة مصر إلى عسكر أهل السنة بعد تخليصها من الحكم الفاطمي والباطنيإضافةللإرتقاء بأوضاع الأمة السياسية والاجتماعية وإشراك العلماء والأمة في الشورى، وأثر الجهود العسكرية في الإعداد لهذه المعارك الفاصلة، ويركز البحث ويفصل القول في بيان الجهود التربوية والمعرفية التي بذلها الإمام الغزالي في إعادة إحياء روح الدين وعلومه في قلوب الأمة، ودور المجاهد البرسقي في حسن التخطيط وبعد النظر إضافة لنشر العدل وتعبئة أفراد الأمة وتوحيدها خاصة في مناطق الموصل وحلب الأمر الذي عبّد الطريق لجهود القادة اللاحقين.