The Future of The Palestinian Israeli Conflict until 2015, The Palestinian Perspective
Publication Type
Conference Paper
Authors
Fulltext
Download

ملخص:

ان نجاح التوقعات الفلسطينية لمستقبل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعمل في ضوئها يعتمد على عدة قضايا أهمها: الفهم الدقيق للعقلية الاسرائيلية واستراتيجيتها المستقبلية، الوضوح التام في الاستراتيجية الفلسطينية (ان وجدت)،و دور القوى الدولية في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

أما فيما يتعلق بالبند الاول والمتعلق بالفهم الفلسطيني للعقلية الاسرائيلية واستراتيجية الدولة العبرية، فان هناك تباينات كبيرة سواء كان ذلك على المستوى الرسمي الفلسطيني (السلطة الفلسطينية) أو على مستوى المسؤولين في السلطة بشكل فردي أو على مستوى القوى والفصائل الفلسطينية، وأخيرا على مستوى الشارع الفلسطيني. هذه التباينات قد تعود الى التعددية السياسية والفكرية التي يتمتع بها المجتمع الفلسطيني من ناحية، وضغوط الواقع وآمال المستقبل من ناحية اخرى.

 

أما فيما يتعلق بمدى وضوح الاستراتيجية الفلسطينية (ان وجدت) فإنها هلامية عديمة الحدود، تتقلص وتتمدد وتختفي احيانا وتتحول الى مجموعة من التكتيكات احيانا اخرى، حسب الظروف المحلية والاقليمية والدولية، وهذا يضعف باستمرار من الطرح الفلسطيني على الساحة الدولية، وقد تعود هذه الضبابية، التي تأخذ أحيانا شكلا من أشكال الضياع، الى تفرد تأثير الطرف الاسرائيلي بالساحة الدولية، خاصة بعد 11/9/2001.

 

أما دور القوى الدولية في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فقد تغير بشكل جذري بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق في مطلع التسعينات وهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. فلم يعد هناك دور يذكر لروسيا، وتلاشت الى حد بعيد ظاهرة القطبين وتكرست ظاهرة القطب الواحد. كما ضعف الدور الاوروبي كثيرا بعد احداث سبتمبر 2001، ولم يعد احد يجرؤ على انتقاد الولايات المتحدة، بحيث اعطت تلك الاحداث المبررات للولايات المتحدة ان تفعل ما تشاء في المكان والزمان الذي تراه مناسبا، دون ان تواجه أي انتقاد او معارضة جدية، حتى ان الرئيس الامريكي بوش قد صنف العالم الى قسمين: صنف مع الولايات المتحدة (ضد ما اسماه الارهاب)، وصنف ضد الولايات المتحدة (مع الارهاب)، واستغلت اسرائيل هذا الوضع للتهرب من استحقاقات عملية السلام وركبت موجة مكافحة الارهاب، خاصة ان المتهمين بها هم من العرب والمسلمين. وحدث هناك تناغم وانسجام كامل بين مواقف الولايات المتحدة واسرائيل تجاه مستقبل المنطقة، بشكل يثير الشكوك الكبيرة في دوافع الولايات المتحدة الايديولوجية والدينية، حتى ان الكثير من المحللين فسروا هذا الانسجام بأنه (تحالف بين المسيحية والصهيونية ضد الاسلام). أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فان التوافق الثقافي والسياسي لدى صانعي القرار في الولايات النمتحدة الامريكية (المحافظون الجدد) واليمين الاسرائيلي بشقيه القومي والديني، فقد شكل علامة مميزة في صبغة وطبيعة العلاقة التوسعية الاسرائيلية على المستوى العالمي.

 

 في ظل هذه البيئة الدولية المتوترة جدا لم يعد للقانون الدولي وحقوق الانسان والامم المتحدة مكان، مما اصاب عدالة القضية الفلسطينية في مقتل، فلم تعد قرارات الامم المتحدة هي المرجعية لحل القضية الفلسطينية، وتشكلت اللجان التي كان ابرزها اللجنة الرباعية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة. ومنذ ذلك التاريخ تراجع الاهتمام بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولم يعد يحتل مرتبة مهمة في سلم اولويات المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية، مما اتاح لاسرائيل فرض وقائع جديدة على الارض من الصعب تجاهلها في أي حل دائم وشامل للصراع. من هذه الوقائع الجديدة تكثيف الاستيطان وخاصة حول القدس، وبناء الجدار العازل، وخلق مفاهيم جديدة تؤثر في بنية الصراع كمفهوم المستوطنات العشوائية.

 

في ضوء ما تقدم، فإن التوقعات والتصورات الفلسطينية لمستقبل الصراع حتى عام 2015 لن تأخذ شكل العلاقة الخطية المنتظمة، وانما سوف تخضع للتطورات على الارض من حيث طبيعتها ونسبة مساهمة كل طرف في خلقها. وفي ضوء موازين القوى وتوزيعها الجغرافي، فإن المستقبل القريب قد لا يكون سارا، ولكن يمكن ان يشكل صدمة ومن ثم صحوة و رافعة ليس فقط على الصعيد الفلسطيني ولكن على المستوى العربي والاسلامي.

Conference
Conference Title
The Future & Scenarios of the Arab- Israeli Conflict
Conference Country
Jordan
Conference Date
Nov. 28, 2005 - Nov. 30, 2005
Conference Sponsor
----