إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم- "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيباً" النساء (1).

وبعد؛

فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون، أحبتي في الله...

لقاؤنا اليوم مع إحدى الموبقات التي حذّر منها النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هنّ؟ قال: الشرك بالله وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات". رواه البخاري.

وقال تعالى: "إنّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً". النساء (10).

ويا لها من كبيرة، وهذه الكبيرة وقع فيها كثير من الناس نسأل الله السلامة والعافية!

وفي المقابل حث الإسلام على كفالة اليتيم والسعي على الأرملة والمسكين، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما شيئاً". رواه البخاري.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار". رواه البخاري.

ونظراً لخطورة هذا الموضوع اخترت الحديث عن مساعدة اليتامى، وسأركّز حديثي على العناصر التالية:-

أولاً: من هو اليتيم؟

ثانياً: مكانة اليتيم في القرآن والسنة وفضل كافله.

ثالثاً: من أحق الناس بكفالة اليتيم؟

رابعاً: حكم أكل مال اليتيم.                     

خامساً: عاقبة من يأكل مال اليتيم.

سادساً: يتم رغم وجود الوالدين.

سابعاً: كيف تؤمّن مستقبل ولدك بعد موتك.

ثامناً: ما تكون به كفالة اليتيم.

تاسعاً: الأحكام المتعلقة باليتيم واللقيط.

عاشراً:النتائج.

Title

--

Publisher

--

Publisher Country

Palestine

Publication Type

Both (Printed and Online)

Volume

--

Year

1970

Pages

--