شغل المتنبي قرّاء الشعر ونقاده منذ العصر الذي عاش فيه حتى أيامنا، ولا ندري إلام سيظل يشغلهم. وكما لم يتفق الناس حوله في زمنه، فإنهم لم يتفقوا حوله في زماننا، فلقد انقسم هؤلاء بين مادح له وقادح له، بين معجب به ونافر منه ذامٍ له، وبين مردد لشعره وضارب بقصائده عرض الحائط. وقد أنجزت عنه وعن أشعاره، في القرن العشرين، عشرات الدراسات، وكتبت فيه قصائد عديدة لفتت أنظار أحد دارسي الشعر العربي، وهوالدكتور خالد الكركي، فخصّص لها كتاباً عنوانه: (الصائح المحكي: صورة المتنبي في الشعر العربي الحديث)، بعد أن كان أتى على المتنبي وهويدرس الرموز التراثية في الشعر العربي الحديث.