صورة المرأة في منهاج التربية المدنية من الصف الاول وحتى السادس الاساسي
Publication Type
Original research
Authors
  • علياء العسالي
** مقدمة
يتلقى الطفل دروسه الأولى في الحياة من الأسرة، وعلى رأسها الأم، وبعد ذلك تأتي المدرسة ووسائل الإعلام والأقران وثقافة الشارع، وقد واجهت المؤسسة التربوية دوماً التحديات فكان لزاماً عليها الرد عليها بمضاعفة جهودها للعمل على تطوير شخصية الطفل بما يتوافق مع التغيرات التي تحدث عليها نتيجة المتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية في المجتمع.
ظلت المؤسسة التربوية، وعلى نقيض ما كان منتظراً منها، متمسكة بتوجهاتها التقليدية ووفية لجذورها العثمانية، فقد ظل النظام التربوي متسمراً في القرن التاسع عشر مما جعله عاجزاً من التأثير على أطفال القرن الحادي والعشرين، فلا زالت مثلاً أركان النظام التربوي كما هي محددة بالمنهاج المحدد، والكتاب المقرر، والمعلم، والصف، والامتحان، مع أن عالم الطفل أصبح أوسع من ذلك بكثير، فقد تجاوزت معارفه الكتاب المقرر تعدى مثله الأعلى ومصدره للمعرفة المعلم فقط.
كانت المدرسة دوماً في المجتمعات التقليدية تمثل إحدى نظمها الاجتماعية التي استخدمت المنهج لإحداث التغيير، فقد كان لزاماً على المنهج أن يعكس الواقع ويبرز ما فيه من سلبيات وينمي شخصية المتعلم للعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، إلا أننا نرى المدرسة تقوم بدور المرآة التي تعكس ما في المجتمع من صور ومفاهيم وأدوار كما هي دون العمل على إيجاد الحلول، أو إبراز العلل، فيظل معها المجتمع سلطوياً يعكس الترتيب العمودي السلطوي حيث يكون المعلم متسلطاً على المتعلم، والرجل متسلطاً على المرأة، والأب على الابن وهكذا، فالمدرسة ليست هنا خارج حلبة الصراع بين التقليدية بما تحويه من سلطوية، والحداثة وما تحويه من تقليدية.
" المرأة والرجل سواء في الحقوق والحريات الأساسية ولا يجوز التمييز بينهما في ذلك." هذا نص من الاتفاقية الخاصة بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
وقد ركزت وزارة التربية والتعليم على ما ورد في وثيقة الاستقلال فيما يتعلق بوضع المرأة وهدفت في خطتها لتطوير المناهج إلى "تغيير صورة المرأة النمطية التي عززتها المناهج التعليمية السابقة، وعلى تطوير مناهج تعكس صورة إيجابية للمرأة"(سنيورة،2001)، إلا أننا لو استعرضنا الأسس العامة والمبادئ التربوية التي تبنتها وزارة التربية والتعليم في خطتها للمنهاج الفلسطيني الأول لعام 1998 لوجدنا افتقارها الكلي لموضوع المرأة بشكل مستقل فلم ترد عليها أية بنود في الأسس الفكرية والوطنية أو الأساس الاجتماعي، أو الأساس المعرفي، أو حتى الأساس النفسي.
ومن هنا ارتأيت في هذه الدراسة ضرورة تحليل صورة المرأة في منهاج التربية المدنية للصف الأول الأساسي وحتى الصف السادس الأساسي بما أن موضوع التربية المدنية يمس قضايا ومفاهيم حساسة وأساسية في المجتمع وأهمها موضوع المرأة.
** مشكلة الدراسة
تمحورت مشكلة الدراسة حول التعرف إلى صورة المرأة وكيفية تناولها في منهاج التربية المدنية للصف الأول الأساسي، وقد تم تناول هذا الموضوع من خلال دراسة عدة محاور متعلقة بموضوع المرأة وهي الأسرة، المساواة بين الجنسين في التربية والتعليم، الحق في اختيار العمل في بلد الفرد، والمساواة ما بين الزوجين.
** أسئلة الدراسة
حاولت هذه الدراسة الإجابة على ما يلي:
-ما مدى وضوح صورة المرأة في منهاج التربية المدنية من الصف الأول الأساسي وحتى السادس الأساسي؟
-ما درجة تمثيل المرأة في منهاج التربية المدنية للصف الأول الأساسي وحتى السادس الأساسي؟
-ما هي الصورة التي تجسدت فيها المرأة في الأسرة في منهاج التربية المدنية من الصف الأول وحتى السادس الأساسيين؟
-ما مدى المساواة ما بين الزوجين بأدوارهما المختلفة في الأسرة في منهاج التربية المدنية من الصف الأول وحتى السادس الأساسيين؟
-ما مقدار وضوح حق المرأة في اختيار العمل في منهاج التربية المدنية من الصف الأول وحتى السادس الأساسيين؟
-ما هي المهن التي انحصر فيها عمل المرأة في منهاج التربية المدنية للصف الأول الأساسي وحتى السادس الأساسي؟
ما مدى المساواة ما بين الجنسين في التربية والتعليم في منهاج التربية المدنية للصف الأول الأساسي وحتى السادس الأساسي؟
** فرضيات الدراسة
افترضت هذه الدراسة ثلاث فرضيات وإحداها هو القبول، وهي كالتالي:
فرضية إيجابية: صورة المرأة ممثلة بشكل كاف وواضح وممنهج في منهاج التربية المدنية للصف الأول وحتى السادس الأساسيين.
فرضية محايدة: صورة المرأة ممثلة ولكن بشكل غير واضح وغير ممنهج وعشوائي في منهاج التربية المدنية للصف الأول وحتى السادس الأساسي.
فرضية سلبية: صورة المرأة غير ممثلة وهي قد وردت بشكل تقليدي ونمطي في منهاج التربية المدنية للصف الأول وحتى السادس الأساسي.
** أهداف الدراسة
سعت هذه الدراسة لتحقيق الأهداف التالية:
-التحقق من مقدار تحقيق مخططي المنهاج لسياسة إنصاف المرأة وتغيير صورتها بالاتجاه الإيجابي.
-تحديد مدى وضوح صورة المرأة في منهاج التربية المدنية للصف الأول وحتى السادس الأساسيين.
-تحديد درجة تمثيل المرأة في منهاج التربية المدنية للصف الأول وحتى السادس الأساسيين.
-تحديد صورة المرأة في الأسرة كما وردت في منهاج التربية المدنية للصف الأول وحتى السادس الأساسيين.
-التعرف على مقدار المساواة ما بين الجنسين في مجالي التربية والتعليم كما ورد في منهاج التربية المدنية للصف الأول وحتى السادس الأساسيين.
-التعرف على مقدار الحرية المتاحة للمرأة في اختيار طبيعة العمل الذي تريد في منهاج التربية المدنية في الصف الأول وحتى السادس الأساسيين.
-التعرف على المهن التي انحصر فيها عمل المرأة كما ورد في منهاج التربية المدنية في الصف الأول وحتى السادس الأساسيين.
-إلقاء الضوء على مقدار المساواة ما بين الزوجين داخل الأسرة كما أشار إليه منهاج التربية المدنية للصف الأول وحتى السادس الأساسيين.
** أهمية الدراسة
تنحصر أهمية هذه الدراسة فيما يلي:
-أنها سلطت الضوء على موضوع المرأة وكيفية تناوله في منهاج التربية المدنية الحالي (2003-2004) للصف الأول وحتى السادس الأساسي.
-التوصل إلى نتائج تفيد المهتمين بالمناهج الفلسطينية وتقييمها وتحليلها.
-التوصل إلى نتائج تساعد مخططي ومنفذي المنهاج لتعزيز نقاط القوة فيه ووضع آليات وخطط لمحاولة علاج نقاط الضعف أينما وجدت في عناصر المنهج المختلفة.
** حدود الدراسة
اقتصرت هذه الدراسة على منهاج التربية المدنية للسنة الدراسية (2003-2004) للصف الأول وحتى السادس الأساسيين بأجزائه كلها.
لم يرد منهج التربية المدنية للصف الخامس الأساسي وذلك لأنه لم يطرح بعد لهذا الصف وكما هو مخطط سيتم طرحه للسنة الدراسية القادمة (2004-2005)، تم تناول أجزاء مقرر التربية المدنية، حيث حللت هذه الدراسة المنهاج إلى أجزاء منها محتوى، أنشطة وخبرات، تقويم وأيضا الصور والرسوم.
** الإطار النظري والدراسات السابقة
تعرضت عدة دراسات وورش عمل لموضوعات عدة في المناهج الفلسطينية ومنها ما تطرق لقضايا جندرية أو قيمية إو موضوع المرأة بشكل جزئي وفي آخر بشكل كلي ففي دراسة للجرباوي تحت عنوان "المرأة في المناهج الفلسطينية" هدفت إلى التعرف على نماذج التمييز ضد المرأة في كتب اللغة العربية والتربية المدنية والعلوم والرياضيات للصفين الأول والسادس الأساسيين، توصلت فيه إلى أن الكتب المدرسية تجاهلت القدرات الحقيقية للمرأة وقولبت أعمالها ومهامها وأنشطتها وتناولت قضية المرأة بشكل سطحي (2002).
في دراسة لأبي زهيرة تعرضت لموضوع التسامح والمساواة في المنهاج الفلسطيني أبرز أن المنهاج يبين أن من واجبات الدولة أن توفر المساواة تجاه مواطنيها وبيّن واجبات الدولة تجاه مواطنيها (2004،ص 76).
من أبرز أسباب تغيير المناهج، والتي لا يمكن تجاوزها، الحاجة لترسيخ القيم في المجتمع الفلسطيني، إذ أن الاحتياجات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية الحالية بحاجة إلى ترسيخ مجموعة من القيم والمفاهيم تساهم في بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهذا بحاجة إلى منهاج فلسطيني مسئوليته التربوية هي نشر المعرفة الضرورية للمساهمة في عملية البناء والتنمية، وكما جاء في "خطة المنهاج الفلسطيني الأول" فإن مواكبة ارتفاع معدل النمو السكاني من أسباب تغيير المنهاج الفلسطيني، إذ إن توفير أعداد كافية من القوى القادرة على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية أصبح ضرورة ملحة تتحمل وزارة التربية والتعليم في فلسطين مسئولية إعدادها للمستقبل لمواجهة المشكلات الناتجة عن تزايد عدد السكان، حيث تشير المعطيات إلى أن الشريحة العمرية (5-14) تمثل 30% من عدد السكان تقريبا، وهذا يحتاج إلى بناء منهاج فلسطيني متكامل العناصر لتوفير مثل هذه القوى، لذا فالمنهاج الجيد هو القادر على إيجاد إطار تعليمي وتربوي يستوعب ارتفاع معدل النمو السكاني ويلبي احتياجاته. (عوف،2004)
عقد مركز إبداع المعلم دورة تدريبية لمشرفين ومشرفات تربويين بلغ عددهم (64) ومعلمين ومعلمات عدد(44)،وتلاميذ بعدد(20) من الصف السادس الابتدائي في مدارس تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الغوث الدولية بمحافظتي من رام الله وغزة في العام 2001م، وقد هدفت لتدريب الفئات المذكورة على مهارات وممارسات التربية المدنية ضمن إطارها الفكري والفلسفي، وممارسة مفاهيم ومبادئ التربية المدنية داخل المدرسة وخارجها، وعدم الاكتفاء بالتعليم النظري لها، وذلك لينتشر في المدرسة مناخ منفتح يسهم في تعزيز تلك المفاهيم والمبادئ، وربط موضوعات التربية المدنية بخطط التنمية الفلسطينية في شتى المناحي الحياتية. وأوصى أبو عودة في مقالته عن التربية المدنية إلى ضرورة ممارسة مفاهيم ومبادئ التربية المدنية داخل المدرسة وخارجها، وعدم الاكتفاء بالتعليم النظري لها، وذلك لينتشر في المدرسة مناخاً منفتحاً يسهم في تعزيز تلك المفاهيم والمبادئ، وأيضاً إلى ربط موضوعات التربية المدنية بخطط التنمية الفلسطينية في شتى المناحي الحياتية، وأشارت العسالي إلى أنه وبالرغم من التوسع الكمي الكبير الذي حصل في قطاع التعليم لدى المجتمع العربي في العقود الأخيرة، إلا أن العملية التربوية ما زالت هي ذاتها، فهي مفروضة على المتعلم ولا تتفق مع حاجاته ورغباته ولا مع روح العصر الذي نعيش فيه، حيث الاعتماد الكلي على الكتاب المدرسي فقط، ولأن أنظمتنا التعليمية الراهنة أنظمة ضيقة وأحادية الجانب فهي أنظمة يسيطر عليها مفهوم القرون الوسطى في التعليم والتعلم، وهو مفهوم تكديس المعلومات وإحراز السيطرة على رموز التعلم لا على دوافع المتعلمين وميولهم في الإبداع (2003،ص104).
** تعريف المفاهيم والمصطلحات
وردت في هذه الدراسة مجموعة من المفاهيم التي يتوجب عليّ توضيحها، وهي:
-منهاج التربية المدنية: المقصود بالمنهاج هنا الكتاب الرئيسي للطالب بما فيه من مفاهيم وحقائق وأنشطة وقيم وتقويم وأشكال ورسوم وصور.
-المرأة: المقصود بالمرأة في هذه الدراسة الطفلة، الطالبة، الابنة، الزوجة، والمرأة العاملة في المجتمع الفلسطيني.
-المحتوى: هو الحقائق والملاحظات والبيانات والمدركات والمشاعر والأحاسيس والتصميمات والحلول التي يتم استخلاصها أو استنتاجها مما فهمه عقل الإنسان وبناه وأعاد تنظيمه وترتيبه لنتاجات الخبرة الحياتية التي مر بها وعمل على تحويلها إلى خطط وأفكار وحلول ومعارف ومفاهيم وتعميمات ومبادئ ونظريات (سعادة، 1997).
-الأنشطة: وهو أي مجهود عقلي أو جسمي يقوم به المتعلم لتحقيق هدف ما (عليان وهندي،1999).
-الخبرة: تشير إلى التفاعل بين المتعلم والظروف الخارجية في البيئة التي يعيش فيها فهي تعني ما يفعله التلميذ كي يتعلم وليس ما يفعله المعلم لتعليم التلميذ (سعادة وإبراهيم،2001).
-التقويم: هو العملية المتدرجة النامية المستمرة التي تتوسلها المدرسة والعاملون فيها للتحقق من مدى ملائمة المحتوى، وفعالية الطرائق والأنشطة والخبرات في تحقيق الأهداف ومعرفة مدى تحقق تلك الأهداف (حمدان،1982).
-المفاهيم: وهي نمط من أنماط المعرفة وهو عبارة عن كلمة أو تعبير تجريدي موجز يشير إلى مجموعة من الحقائق أو الأفكار المتقاربة وتساعد عملية تدريس المفاهيم على التقليل من إعادة التعلم (سعادة وإبراهيم،2001).
** إجراءات الدراسة
لإتمام هذه الدراسة قمت بالإجراءات التالية:
حصر جميع أجزاء منهاج التربية المدنية للصفوف من الأول الأساسي وحتى الصف السادس الأساسي للعام الدراسي 2003-2004 وباستثناء الصف الخامس الأساسي الذي لم يطرح حتى تاريخ الدراسة.
تصميم جداول تتناول عدة محاور متعلقة بموضوع المرأة وهي المرأة والأسرة، اختيار العمل والمساواة في تقلد الوظائف بين الجنسين، والمساواة بين الجنسين في التربية والتعليم، وتضمن كل جدول تفصيلاً للتكرارات الواردة على كل محور وتبين الصف، الجزء، الوحدة، عنوان الدرس والتعليق الوارد على كل تكرار.
تصميم جدول يوضح توزيع المهن الواردة في منهاج التربية المدنية من الصف الأول الأساسي وحتى السادس الأساسي ما بين الجنسين، بحيث يظهر في الجدول تكرارات كل مهنة ما بين الجنسين حسب ظهورها في المحتوى.
تحليل محتوى الأجزاء من خلال تحليل المفاهيم والأشكال والرسوم والأنشطة والخبرات والتقويم وذلك من خلال تعرضها للمحاور السابقة الذكر وتفريغ هذه التكرارات في الجداول السابقة الذكر.
** نتائج الدراسة
* المحور الأول: صورة المرأة في الأسرة:
من خلال الجدول رقم (1) والجدول رقم (4) المتعلقين بهذا المحور لاحظت ما يلي:
ظهرت صورة المرأة كأم وربة بيت بالدرجة الأولى فقد ظهرت كربة بيت (50) مرة كما ورد في الجدول رقم (4) وقد كانت ترعى الأبناء، توجه سلوكاتهم، تنصحهم، وتعتني بالبيت وتعد الطعام.
دخلت الأم في أغلبية الحوارات التي كانت تدور في صورة الأسرة في جميع الأجزاء فكان لها حضور بالنصائح والاقتراحات.
ظهرت الأم في كتاب الصف الرابع الأساسي ج1 وهي تقترع ومعها ابنها، وهذه صورة إيجابية حيث إنها تعكس استقلالية الرأي والحياة الديمقراطية وهي من أهم محاور منهاج التربية المدنية.
** العلاقة ما بين الجنسين
عكس منهاج التربية المدنية من الصف الأول الأساسي وحتى السادس الأساسي وفي عدة تكرارات صور إيجابية تشير إلى التعاون والمشاركة ما بين الزوجين في الأسرة:
- ظهرت الأم إلى جانب الأب في مواقف وأماكن مختلفة، ودخلت في معظم النقاشات والحوارات التي تدور مع الأبناء من الجنسين، وقد كانت تقدم النصح والمشورة وتعطي الملاحظات المختلفة.
- ظهرت العلاقة بين الزوجين وقد اتسمت بالمشاركة والتعاون حيث ظهر الأب في أكثر من صورة وهو يساعد الأم في إعداد الطعام أو إعداد المائدة، ويساعد في أعمال المنزل، كما وظهرت صورة كانت فيها الأم تدرس ابنها والأب يطعم الطفل الصغير، وفي صورة أخرى كانت الأم تشرب الشاي والأب يشوي اللحم في الحديقة.
وفي جانب آخر ظهرت عدة تكرارات تعكس صور سلبية في الأسرة مثل:
1. في درس "نتفق كثيراً ونختلف أحياناً" في الصف الثاني الأساسي ج1 يدور حوار بين أفراد العائلة جميعهم حول كيفية قضاء عطلة العيد يقترح فيها كل فرد مكان معين ولكن في النهاية يقول الأب "بل سنذهب إلى حديقة الحيوان".
2. في درس " كيف تعيش الأسرة مجتمعة" ظهرت الأم في الرسم وهي تجلس على الكرسي والأب يقف أمام الأبناء رافعاً يده وسبابته في وجههم .
* المحور الثاني: اختيار العمل والمساواة في تقلد الوظائف بين الجنسين:
-انحصرت مهن المرأة بمهن محددة وقد وردت في الجدول مرتبة تنازلياً حسب عدد التكرارات وهي التدريس، الزراعة، التمريض، الطب، أمانة مكتبة، إدارة مدرسة، الصحافة، البيع، السكرتاريا، عاملة.
-لم تظهر المرأة في مهن أخرى في المجتمع في حين ظهر الرجل بمهن عدة ومتنوعة ومختلفة المستويات وهي إضافة للمهن التي وردت للمرأة: مهندس، طبيب أسنان، شرطي، سائق، مقدم برامج، عريف ندوة، موظف بنك، عامل إطفاء، منقذ سباحة، رئيس بلدية، حرفي، قاضي، محامي، رئيس اتحاد، طيار، قبطان، مدير مخيم.
-لم ألحظ عدالة في التوزيع للمهن المتقاطعة ما بين الرجل والمرأة، فعلى سبيل المثال، وكما ظهر في الجدول رقم (4) ظهرت المرأة كمعلمة 15 مرة في حين ظهر الرجل كمعلم 23 مرة، ظهرت مرتين كطبيبة في حين ظهر الرجل خمس مرات كطبيب، ظهرت كمديرة مدرسة مرة واحدة في حين ظهر لدينا الرجل خمس مرات كمدير مدرسة .
* المحور الثالث: المساواة بين الجنسين في التربية والتعليم:
-تمثل الذكور والإناث تقريباً بشكل متعادل داخل غرفة الصف والمدرسة، سواء أثناء الدرس أو من خلال الأنشطة المدرسية كاليوم المفتوح والمسابقات الثقافية.
-تكررت صورة الجنسين وهم يقومون بأعمال منزلية لمساعدة الأسرة.
-كان الأبناء من الجنسين يتلقيان توجيهات وإرشادات ونصائح من الوالدين بشكل متوازن وعادل.
-كان هناك حرية في إبداء الرأي والتعبير عنه داخل الأسرة وفي المدرسة والصف بشكل جيد.
-وردت نصوص من لوائح عالمية لحقوق الطفل في أجزاء عدة مثل الرابع بجزئية والسادس حيث ورد حق الطفل من الجنسين بضرورة الحصول على الغذاء الصحي، ومسكن صحي، والتعليم والعلاج، وفي الصف السادس وردت سمات الاستقرار الأسري ومن أبرز صورها المساواة بين الأطفال.
-تعرض المحتوى لإبراز ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين وأبرز كيفية التعامل معهم بالصورة الإيجابية.
** الإستنتاجات
من خلال استعراض النتائج السابقة لمحاور الدراسة فإن الباحثة سوف تقوم بـ:
-رفض الفرضية الأولى وهي الإيجابية التي تشير إلى أن صورة المرأة ممثلة بشكل واضح وممنهج وعادل في منهاج التربية المدنية للصف الأول الأساسي وحتى الصف السادس الأساسي.
-قبول الفرضية الثانية وهي المحايدة والتي تشير إلى أن المرأة ممثلة ولكن بشكل غير واضح وغير ممنهج وعشوائي. رفض الفرضية الثالثة وهي الفرضية السلبية التي تشير إلى أن صورة المرأة غير ممثلة وهي صورة تقليدية ونمطية. وقد استنتجت الباحثة أيضاً:
-ظهرت المرأة وفيما يتعلق بالمهن على سبيل المثال محصورة في مهن محددة ولم تبرز في تنوع مهني كما هو الحال مع الرجل.
إن المرأة لم ترد في صورة صانعة قرار كما ورد الرجل مراراً مثلاً بصورة رئيس بلدية/ قاضي/محامي/ رئيس جمعية / رئيس اتحاد/ مدير مدرسة/ مدير مخيم وغيرها من الصور التي غيبت عنها المرأة.
لم يعكس المنهج بأجزائه التي تناولتها الدراسة واقع الحال في المجتمع فيما يخص المرأة، وهذا يعمق الهوة ما بين الجانبين الرسمي وغير الرسمي للتربية مما يعزل المدرسة عن دورها الرئيسي، وهو إعداد الإنسان للحياة بالحياة نفسها، فواقعنا فيه ألوان وأطياف من الأدوار التي تقوم بها النساء، فقد ركز المنهج على إظهارها كربة أسرة فقد وردت (50) مرة، وهذا طبعاً دورها الأساسي ولكنه طبعاً ليس الوحيد الذي بإمكانها القيام به.
** التوصيات
في ضوء النتائج السابقة فإنني أوصي بما يلي:
- زيادة الجهود لتقييم وتحليل المناهج الفلسطينية للعمل على تعزيز نقاط القوة فيها وعلاج مواطن الضعف أينما وجدت في عناصر المنهج المختلفة.
- زيادة الاهتمام ببناء شخصية ومفاهيم المتعلم في المرحلة الإلزامية الدنيا وتحديداً في قضايا النوع الاجتماعي.
- رصد السياسات التربوية للعملية التربوية للمرحلة الإلزامية وتحديد مدى التقائها مع محتوى المناهج وتحديداً فيما يتعلق بموضوع المرأة في المجتمع.

- الدعوة إلى أنسنة المدرسة والصف ليتحقق كون المتعلم محوراً للعملية التربوية والذي تبعد عنه الممارسات الحالية كل البعد. 

Journal
Title
مجلة تسامح، ع (5)، ص104-126
Publisher
--
Publisher Country
Palestine
Publication Type
Both (Printed and Online)
Volume
--
Year
2004
Pages
--