ملخص
هدف البحث الى الوقوف ورصد جملة التغيرات التي تركها اتفاق اوسلو على الهوية الوطنية الفلسطينية ، وذلك من خلال الدراسة التحليلية لمجمل محددات تشكيل وتهذيب الهوية الوطنية ، وما طرأ عليها من تغيرات في حقبة اوسلو وعملية السلام .
خلص البحث الى ان عملية السلام اثرت بشكل جذري في الهوية الوطنية الفلسطينية ، سواء على مستوى طبيعة الهوية الوطنية الفلسطينية ومحدداتها ، والخطاب المعبر عنها ، فقد تحولت من هوية واضحة ومحددة الى هوية ملتبسه ، كذلك فان الخطاب السياسي الرسمي المعبر عن الهوية الوطنية اتصف بحالة التناقض والتعارض واحيانا التضاد مع مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية .
_ الهوية الوطنية الفلسطينية حدث تغيير كبير في محددات تشكيلها وطرق التعبير عنها وممارستها الهوية وحدث تغيير في الحدود بين مختلف مكوناتها بطريقة تفاضلية وليست تكاملية .
_ الهوية الوطنية الفلسطينية حدث عليها تغيير في اوزان القوى المشكله لها والدور المناط بكل قوة من هذه القوى ، ليس فقط على صعيد القوى الداخلية ، وانما على مستوى الدور والحجم الذي تلعبه القوى الخارجية في تشكيلها .
_ الهوية الوطنية الفلسطينية لم تعد معيار التحكم في سلوكيات القوى المختلفه في المجتمع الفلسطيني ، سواء القوى المحلية كالعائلة والعشرية التي اصبح للانحياز الهوياتي سمو فيها ، او الانحياز الجغرافي ، او احيانا القطاعي كرجال الاعمال ، او بعض المؤسسات .
كان لمجمل هذه التحولات عدة تمظهرات فيما يتعلق بالهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة للكل الوطني الفلسطيني ومن اهمها:
_ التحول من مفهوم الفكرة الجمعية التكاتفية للمجتمع الى شيوع ظاهرة الفردانية في المجتمع الفلسطيني ، على مستوى السلوك الاجتماعي_الاقتصادي او على مستوى السلوك السياسي .
_ التحول في قيم الهوية الوطنية والاعتزاز الوطني ، فقد تحولت قيم الاعتزاز النضالي لصالح قيم الاعتزاز الوظيفي والمهني .
_شيوع قيمة العلاقات الصراعية كبديل للعلاقات التكاملية السياسية ، الصراع بين الاحزاب السياسية على مختلف اشكالها ، الصراع بين المخيم والسلطة الفلسطينية ، الصراع بين العائلية والسلطة السياسية ...الخ.
_ سهولة الاستجابة للسياسات الاحتلالية ، وهذا واضح وكنتيجة طبيعية للتحولات التي طرأت على الهوية الوطنية وضعف صلابتها، وهذا واضح من قدرة الاحتلال على تحقيق سياساته مثلا السلام الاقتصادي او سياسات تقليص الصراع
_ الخلل في الشعور الوطني العام الفلسطيني في عدم قدرته على التغيير ، وهنا نجد ان الكلمة غير المصرح عنها في الشارع الفلسطيني ان من يتحكم في من سيكون المسؤول ليس الشعب الفلسطيني ، وانما قوى اخرى غير الشعب الفلسطيني .
_ الاغتراب السياسي والهوياتي لدى العديد من الشرائح المجتمعية في المجتمع الفلسطيني .
_ بروز نخبة نضالية جديدة ، تتشكل خارج الاطر التقليدية الحزبية والنضالية ، لها رموزها وسلوكها السياسي وطريقة عملها