الأبعاد السياسية الاستراتيجية لنتائج المواجهة على المستوى الفلسطيني رائد نعيرات _ استاذ العلوم السياسية 0568333397 [email protected] خ
Publication Type
Conference Paper
Authors

ان فهم الابعاد السياسية والاستراتيجية لنتائج المواجهة الاخيرة بين دولة الاحتلال والشعب الفلسطيني ، تتطلب من المحلل سبر اغوار المرحلة التي سبقت المواجهة ، حيث ان ادراك الابعاد والقدرة على تفعيلها بحاجة الى هضم البيئة والامكانيات من ناحية ومن ناحية ثانية ادراك الاتجاهات والديناميكيات التي تتحكم في الفاعلين السياسيين ، وتساعدهم او تحد من قدراتهم .

فمنذ اتفاق اوسلو استطاع الاحتلال ان يضبط ايقاع العلاقة بينه وبين الفلسطينين ضمن مجموعة من المحددات والتي افرزت العديد من المظاهر السياسية وبني عليها نتائج استراتيجية ومن اهم هذه الضوابط :

اولا: هندسة الديمغرافيا الفلسطينية ضمن مجموعات فلسطينية تمثل اقليات لها مطالب حياتية معينه ومتنوعة " فلسطينيو الداخل، سكان الضفة الغربية وقطاع غزة , سكان القدس ، وفلسطينيو الخارج " وتمثل البعد الاستراتيجي لهذه الهندسة في قضيتين : الاولى وهي منح الاحتلال القدرة الكاملة في التحكم في ادارة الصراع من ناحية ، وكذلك جعل الهدف النهائي للعلاقة هو الحكم الذاتي ، حيث انه وفقا للقانون الدولي الاقلية تمتلك حكما ذاتيا وليس حق تقرير المصير .

ثانيا : انتقال الفلسطينين من موضوع التحرير الى مشروع التمسك بموضوع الدولة ، وبشكل نرجسي وغير واقعي ، وهذا مكن المشروع الصهيوني من اقامة دولة واحدة باكثر من نظام  والية تحكم ، فهو نظام عنصري في الداخل الفلسطيني ، ونظام احتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ونظام ديمقراطي لليهود في اسرائيل ، ونظام صهيوني توراتي للمستوطنين في الضفة الغربية .

ثالثا:اصبحت قدرات اي فاعل سياسي فلسطيني في قيادة الشعب الفلسطيني ،  تعتمد على وجوده داخل منظومات التحكم الصهيونية وذلك من خلال وجوده داخل السلطة الفلسطينية ، المتحكم بها بالكامل من قبل الاحتلال ومنظوماته الاقتصادية والسياسية والجغرافية .وهذا كذلك حجم من قدرات القوى السياسية الفلسطينية على احداث التغيير ، بل ان محاولتها للقيادة اصبحت تلزمها على تقديم تنازلات .

رابعا: نزعت المرحلة عن الصراع ابعاده القانونية والاخلاقية ، فبدل ان يكون الصراع صراع مع الاحتلال ومنضبط وفقا لقواعد العدالة الدولية والضوابط الناظمة للشعوب تحت الاحتلال ، اصبح الصراع اشكاليات تفاوضية وتضبطه علاقات سياسية ، وهنا تم تغييب البعد الدولي للصراع من ناحية وتاكل التعاطف الدولي ومركزية القضية الفلسطينية في السياسات الدولية .

بني على هذه الضوابط مجموعة من الظواهر التي حدت من قدرة الشعب الفلسطيني وقواه السياسية على احداث التغيير ، _بالتاكيد لم تتوقف ديناميكيات الفعل الفلسطيني ولم تستسلم لهذه المحددات ، ولكن بقيت عاجزة عن احداث التغيير المطلوب فلسطينيا  _ ومن اهم هذه الظواهر :

1_  غياب المشروع الوطني الموحد والمتفق عليه من الكل الفلسطيني ، بل عدم القدرة على التفكير واجتراح الاليات القادرة على توحيد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ضمن تمايزات الحيزات[1] الجغرافية التي يتواجد بها الفلسطينيون.

2_ التكلس في النظام السياسي الفلسطيني ، وعدم قدرته ليس فقط في قيادة مشروع التخلص من الاحتلال ، بل وكذلك في ادارة الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني على مختلف الصعد .

3_عدم قدرة الشعب الفلسطيني على اجتراح نموذج مقاومة تتكامل به مختلف فئات الشعب الفلسطيني ن بل ان كل مشاريع المقاومة ورفض الاحتلال خلال الفترة تميزة اما انها حكر على فاعل سياسي معين ، او انها تاخذ شكلا واحدا من اشكال المقاومة ، ولذا دائما كانت النتائج متواضعه ، او لم تستطع ان تحدث تغييرا استراتيجيا .

4_على مدار الفترة السابقة كانت اللسطة الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية عبأ على مشروع التحرير ، حتى انها تحولت لعبأ على المواطن الفلسطيني والقوى السياسية .

5_ وظفت اسرائيل انجازاتها واغتنامها للحالة الدولية والعربية لمضاعفة الشعور الفلسطيني بالعجز ، وحالة الالهاء بتفاصيل هنا وهناك على الرغم من اهميتها في كثير من الاحيان .

بناء على ماسبق مثلت المواجهة الاخيرة بين الشعب الفلسطيني ودولة الاحتلال محطة فاصلة في الكثير من هذه الضوابط ، وكذلك سيكون لها ابعادا سياسية واستراتيجية على كل الحالة الفلسطينية وهذا ما سيتناوله الجزء التالي من الورقة ، حيث ان الورقة ستركز على ما يتعلق بالبعد الداخلي الفلسطيني على الرغم من ان عملية الفصل في النتائج هي عمليه قصرية لاغراض البحث العلمي ولتمكين المحللين من البناء على النتائج ، حيث ان هناك تداخل عضوي بين النتائج على مختلف مستوياتها العربية والدولية والاقليمية والداخلية ، فكلاهما يؤثر في نمو الاخر وبالذات عندما يتعلق الموضوع بالنتائج ذات الاثر البعيد وتطورها واستثمارها بالشكل الصحيح .

كما انه ولسهولة فهم النتائج سيتم تقسيمها الى نوعين من النتائج ،  الاول: وهي النتائج التي تحققت سواء اثناء المواجهة او مباشرة بعد توقفها، والثاني : وهي النتائج التي بحاجة الى استثمار لما حققته المواجهه ويشترط تحقيقها بتوفر مجموعة من المحددات

 

[1] الحيز ، هو مصطلح استخدم للدلالة على المكان الذي يتواجد به الفلسطينيون حيث ان التواجد الفلسطيني يتعدى فلسطين.

Conference
Conference Title
المواجهه الفلسطينية الاسرائيلية 2021 الابعاد الاستراتيجية
Conference Country
Jordan
Conference Date
June 12, 2021 - June 13, 2021
Conference Sponsor
مركز دراسات الشرق الاوسط
Additional Info
Conference Website