ظلّت القضية الفلسطينية هي القضية الوطنية المركزية لكل الدول العربية في العقود الماضية من القرن الماضي، وظل الصراع مع العدو الصهيوني صراعًا عربيًا إسرائيليًا ، غير أن التطورات التي عصفت بالمنطقة في النصف الثاني من القرن العشرين مثل هزيمة سنة 67 وما تلاها من أحداث وصولًا الى الربيع العربي أدت الى انهيار سحر القومية العربية وتحويل الصراع الى فلسطيني صهيوني .

وفي ظل هذه الأوضاع نشطت الحركات والتنظيمات الإرهابية التي قدمت التكفير على التفكير ، فدخلت في صراع مع أنظمة الحكم وكفَّرت الدولة والمجتمع ، فاستنزفت الطاقات والقدرات ووجهت في غير وجهتها في الصراع مع العدو، مما صرف أنظار العرب عن القضية الفلسطينية ، وسعى هؤلاء التكفيريون إلى إقامة دولة إسلامية في أي مكان ومن ثم تحرير فلسطين ، كما كان لتكفير السنة والشيعة أثر في بعث الذاكرة الدينية التاريخية بين الطرفين ، وتحويل الصراع إلى صراع مع إيران وليس مع العدو الصهيوني

وفي أتون هذا الإستقطاب الطائفي كفَّر كثير من السنة المقاومة الشيعية في لبنان واعتبروا حزب الله إرهابيًا وشهداءه كفارًا كما فعلوا مع سمير القنطار وفي ظله أيضًا برر كثير من العرب تحالفهم العسكري للحرب على اليمن ودعم الحركات التكفيرية في سوريا والعراق والتعامل مع العدو الصهيوني سرًا وعلانية .

لعل خصوصية الشعب الفلسطيني، وإنشغاله اليومي في مواجهة مخططات الاحتلال هو الذي أبهتَ هذا الخطاب وحاصره وحصره ،فلم يكن بقدر ما كان عند الشعوب العربية، ذلك أن الثورة الفلسطينية ومنذ إنطلاقتها حرصت على مشاركة كل التيارات والإتجاهات الدينية والفكرية في حرب التحرير, ونتيجة لهذا الحرص قدَّمت الحركات الجهادية الإسلامية في الداخل الفلسطيني السياسي على الديني في كثير من الأحيان، فلم تكفر غيرها من الأفراد والأحزاب والجماعات، بيد أن عدوى الخارج لا بدَّ وأن تمتد الى الداخل نتيجة مركزية القدس وفلسطين في المعتقد الإسلامي ,فكانت غزة مسرحًا لظهور عدد من التنظيمات التكفيرية الإرهابية التي اعتدت على الكنائس ،وهاجمت مقاهي الإنترنت ،وصالونات تجميل النساء  
 

عنوان المؤتمر

مؤتمر الخطاب التكفيري في الفكر العربي الحديث

دولة المؤتمر

تونس

تاريخ المؤتمر

19 إبريل، 2017 - 21 إبريل، 2017

راعي المؤتمر

كلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة القيروان

معلومات إضافية

موقع المؤتمر الإلكتروني