توطين اهداف التنمية المستدامةفي اجراءات التخطيط التنموي الاستراتيجي: دليل التخطيط التنموي المحلي للمدن والبلدات الفلسطينية كحالة دراسية
نوع المنشور
بحث أصيل
المؤلفون
النص الكامل
تحميل

تعتبر مسألة توطين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر المنبثقة عن أجندة الأمم المتحدة في عام 2015 من أهم القضايا المطروحة عالمياً في مجال التخطيط التنموي والاستراتيجي، حيث يوجد تباين ملحوظ بين الدول والأقاليم المشاركة من حيث درجة تبني هذه الأهداف  والطرق والاستراتيجيات المتبعة في تطبيقها بما يتناسب مع ظروفها وإمكانياتها. ومن هنا، فإن هناك حاجة ملحة إلى إيجاد آليات وأدوات واضحة يمكن استخدامها لتوطين هذه الأهداف وتقديمها بشكل متكامل محلياً على المستوى الفلسطيني ضمن البيئة الحضرية، بالإضافة إلى إمكانية التطبيق العالمي لها، وهذا أمر ضروري وحيوي في ظل الظروف القائمة. وفي هذا السياق يعتبر الهدف الحادي عشر المتعلق ببناء مدن ومجتمعات محلية مستدامة وقادرة على الصمود هدفا هاما جدا، حيث تتكامل معه باقي الأهداف بشكل أساسي، وبناء عليه فإن تطوير منهجية التخطيط الحضري بأخذ جوانب الاستدامة، يعتبر أمرا بالغ الأهمية. تقدم هذه الورقة آلية لتوطين تلك الأهداف وغاياتها باستخدام مجموعة من الأدوات المقترحة، وذلك من خلال ربط إطار التخطيط التنموي الاستراتيجي المحلي الفلسطيني المتبع حالياً بأهداف وأجندات التنمية العالمية، بالإضافة إلى  اقتراح منهجية ومجموعة من الأدوات التقنية لدعم وضمان التنفيذ المتكامل لجداول الأعمال العالمية على المستوى المحلي. تقترح هذه الآلية تعديلات على الإجراءات الحالية المتبعة في عملية التخطيط مع تبني أدوات جديدة كل منها مخصص لمرحلة محددة، والذي يمكن تطبيقه وفقاً للاحتياجات والمطالب الفردية لكل من التجمعات الفلسطينية. تتكون الآلية المقترحة من خمس مراحل تحتوي كل مرحلة على مجموعة من الخطوات، والتي بدورها تتوافق مع ما هو موجود في دليل التخطيط التنموي الاستراتيجي المحلي. تهدف المرحلة الأولى إلى تهيئة وإعداد أصحاب العلاقة وتشخيص الوضع القائم في ضوء أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال تعزيز الوعي بأهمية أهداف التنمية باستخدام الأدوات التي تم اقتراحها، كما وتسهل تقييم الوضع القائم في ضوء تلك الأهداف. فيما تسلط المرحلة الثانية الضوء على صياغة رؤية وقضايا وأهداف الإطار التنموي بربطها بأهداف التنمية المستدامة وتقديم أدوات لتقييم التوافق بين تلك الأهداف والقضايا المحلية وأهداف الاستدامة العالمية. وتأتي بعد ذلك المرحلتان الثالثة والرابعة اللتان تقدمان الوسائل اللازمة لتحقيق الإطار التنموي للخطة الاستراتيجية، وذلك من خلال إعداد خطط التنفيذ والمتابعة وتحديد آليات تنفيذهما، مع الحرص على ربطها بالأهداف المعنية. وأخيرا تأتي المرحلة الخامسة لتكون حلقة الوصل بين العمل في خطة سنوية معينة والبدء بخطة سنوية جديدة، مع ضرورة تقديم مجموعة أدوات تمكن ممارسي التخطيط والهيئات المحلية من تقييم الإنجاز السنوي لبرامج الخطة الاستراتيجية التنموية في إطار المؤشرات العالمية للتنمية المستدامة، وتقديم ملخص لتقييم مدى تقدم الخطة الاستراتيجية الشامل نحو تحقيق أهداف الاستدامة. ان تطبيق هذه الأدوات في الحالة الدراسية الخاصة بخطة مدينة نابلس، قد أظهرت نتائج إيجابية جدا بداية من تحديد الرؤية والبرامج والتحليل الخاص بالمجالات التنموية، وقد ساعدت هذه الأدوات على فحص مدى تطابق أهداف خطة مدينة نابلس مع أهداف التنمية المستدامة العالمية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وبعد أن تم تحديد مكامن الضعف، تم تقديم آليات تنفيذ ومتابعة توطين الأهداف العالمية في استراتيجية مدينة نابلس، وذلك من خلال التعديل على البرامج التنموية ومشاريعها وإضافة عدد من مؤشرات التنمية العالمية للقياس، وفي المحصلة توزعت المشاريع المقترحة على الأهداف العالمية. وأخيراً، ان استخدام هذه المنهجية المقترحة يساهم في عملية تمكين الهيئات المحلية من مراجعة أهدافها وبرامجها وقياس تحقيقها، مع إيجاد  آلية للمقارنة بين أداء مختلف البلديات نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما يمكن استخدام الآلية التي تم اقتراحها أثناء إعداد خطط تنموية جديدة كنهج تدريجي يخاطب ممارسي التخطيط، أصحاب العلاقة، والاستشاريين

المجلة
العنوان
مجلة جامعة النجاح للابحاث
الناشر
An-Najah National University
بلد الناشر
فلسطين
Indexing
Scopus
معامل التأثير
None
نوع المنشور
Both (Printed and Online)
المجلد
37
السنة
2023
الصفحات
--