من المقاصد القرانية التي اجتمعات عليها نصوص القران و السنة فهم آيات القران و تدبرها و حسن استحضارها على اختلاف الوسائل المساعدة على الفهم و الحفظ في كل زمان و مكان. و في القرن الذي نعيش فيه برزت الخرائد العقلية كوسيلة من وسلئل ادخال النعارف على العقل وفق نظام خرائطي يشبه بتركيبه الخلية العصبية. فإذا ما كانت طريقة الادخال منظمة فيحسن عندئذ استرجاعها عند الحاجة مستحدمين بذلك صورا هي انعكاس للمعرفة و خطوطا متعرجة تحاكي الخطوط العصبية، و ألوانا تتميز بها أصول و فروع تلك المعرفة.
و حسن الاستفادة من هذه الوسيلة المعاصرة في فهم آيات القران الكريم و حفظها مما تدعو إليه العقول السليمة وفق ضوابط تتناسب و القران الكريم. و لأنه من كلام الله عز و جل لا من كلام البشر فإنه من المعارف القرانية ما لا يصلح أن نمثله بصور كالايات التي تتحدث عن ذات الله و صفاته.
و من العلوم الشرعية التي نعتمد عليها في توظيف الخرائط العقلية في القران الكريم: التفسير التحليلي التفسير و الموضوعي و علم المناسبة. فجاءت هذه الدراسة لتوظيف علم الخرائط في فهم آيات سورة الذاريات و حفظها و التي سميت: "الخرائط العقلية و دورها في فهم القران و حفظه: سورة الئاريات نموذجا"