ملخَّص
يتناول هذا البحث الصِّلات الثَّقافيَّة بين الأندلس خلال عصر الإمارة الأمويَّة (138-316هـ/756-928م)؛ وبين أقطار العالم الإسلاميِّ في المغرب والمشرق، وبخاصَّة مع بدايات تبلور الشَّخصيَّة الفكريَّة والثقافيَّة الأندلسيَّة ونضوجها في العصر المذكور. وتبيِّن الدِّراسة سُبُل التَّواصل والتَّأثير الثَّقافي بينها وبين تلك الأقطار، وعُدَّت الرِّحلة من أهمِّها، واستعرضَتْ أيضاً مظاهر الصِّلات العلميَّة بينها وبين بلاد المغرب، والعلاقة بين مدرسة قرطبة ومدرستيِّ فاس والقيروان. ولمَّا كانت الحجاز منبع العلوم الدينيَّة؛ فقد اتَّجه الأندلسيّون إلى مُدنه ونقلوا علومَها إلى بلادهم، فانتشر عندهم مذهب مالك بن أنس. كما تأثَّروا بنُظم الشَّاميين ومدارسهم وعلومهم الدينيَّة والأدبيَّة. وشكَّلت مصر محطَّة مهمَّة من محطَّات انتقال المؤثِّرات المشرقيَّة إلى بلاد المغرب، ومن ثمَّ إلى الأندلس. وأتت الدِّراسة أيضاً على الصِّلات العلميَّة والثَّقافيَّة الأندلسيَّة مع العراق، لِما تمثِّله بغداد من وزن علمي وثقافي عالمي، كما نقلَ العُلماءُ الأندلسيون إليها ألواناً من مظاهر الحضارة الأندلسيَّة، وبخاصَّة علوم الفلسفة والمنطق، فأسهم ذلك كله في إثراء الحضارة في مختلف أقطار جناحيِّ العالم الإسلامي.
الكلمات المفتاحيَّة: الأندلس، عصر الإمارة الأمويَّة، المغرب، المشرق.