يشكل الحوار الإنساني وسيلة مهمة من وسائل بناء الحضارة الإنسانية، لما له من دور في ترسيخ القيم والأفكار، بما يمثله من حالة اتصالية بين الناس. وعليه فإن الالتزام بأخلاقيات الحوار يشكل حالة متقدمة في بناء هذه الحضارة، من خلال تعزيز روح التفاهم والتسامح بين جميع فئات المجتمع.
ويأتي هذا البحث من أجل تسليط الضوء على دور السنة النبوية في التركيز على أخلاقيات الحوار بين الناس، ودور ذلك في ترسيخ قيم السلم المدني. حيث تبين أن الالتزام بأخلاقيات الحوار المستنبطة من السنة النبوية من أهم عوامل تحقيق السلم المدني، وذلك لما للالتزام بهذه الأخلاقيات من دور بارز في تمتين نسيج العلاقات بين أفراد المجتمع، وإشاعة روح الطمأنينة بين مختلف الأطياف.