ليس من السهل كشف الأداء غير المهني للصحفيين في دعم الاعتداءات دض الحكومات. فيفترض في الصحفي من حيث المبدأ القيام بواجباته الصحفية بشكل مهني، وكل الاتهامات فيما يتعلق بدعمه للمعارضة أو المقاومة أو أي حزب، تبقى محض افتراءات، ومن الصعب ان لم يكن من المستحيل إثباتها. هذه الاتهامات تبقى سيفا مسلطا على رقاب الصحفيين، وتجعلهم عرضة للاستهداف والقمع بأية لحظة.
الصحفي، من جهة أخرى، هو إنسان، لديه ميول ومواقف سياسية، وأنشطة معارضة لاتجاهات سياسية معينة. لكن السؤال الذي يبرز هو: هل يخلط الصحفي بين الجوانب المهنية ومعتقداته الشخصية؟ وفيما اذا قام بذلك، فهل يبرر ذلك الإجراءات التي تقوم بها الحكومة ضده؟ بما في ذلك تهديد حياته؟
في فلسطين، حيث الاستقطاب السياسي في أوجه من جهة، ووانتهامات السلطة للصحفيين بمخالفة التعليمات من جهة أخرى، وإصرار الصحفيين على القيام بواجباتهم المهنية مهما كانت النتائج من جهة ثالثة، تجعل الموضوع يستحق البحث.
وبالتالي، تبحث هذه الورقة في إشكالية العلاقة بين الصحفيين والسلطة الفلسطينية التي قد تؤدي إلى تعرض الصحفيين للخطر أو المضايقات من قبل أجهزة الأمن.