عشتار وتجلياتها في الشعر الجاهلي صورة المرأة نموذجاً
نوع المنشور
ورقة مؤتمر
المؤلفون
النص الكامل
تحميل

ملخص بحث

عشتار وتجلياتها في الشعر الجاهلي

صورة المرأة نموذجا

أ.د.احسان الديك

جامعة النجاح الوطنية ,نابلس ,فلسطين

 

          يحاول البحث تلمس أثر عشتار- باعتبارها ركيزة الوعي الانساني وأصل الألوهية المؤنثة وأصل الدين والأسطورة- في الشعر الجاهلي ويتخذ من تراتيلها ميدانا, ومن صورة المرأة الجاهلية نمودجا لتأثرها بهذة التراتيل.

           والوقوف على أسطورة عشتار وتناسخ تراتيلها في هذا الشعر يعيده الى نماذجه البدئية وجذوره الأولى , ويجعلنا أكثر وعيا به وبارتباطه في نشأته الاؤلى بالدين, حين كان الفن ضرورة وحرفة يمارسها الفنان الساحر ليدرأ  خطرا او يجلب نفعا, فظل مقدسا عند العرب,علقوه على استار كعبتهم ,ونقشوه على معابدهم,وتوضأ بعضهم لبعضه,وقرأوا بعضه الاخر على قبورهم, ووصلوه بالسحر والجن والقوى الغيبة.

           شغلت عشتار بال الانسان في كل زمان ومكان وتلبست العديد من الأسماء,وانتشرت تراتيلها عند معظم الشعوب القديميه باعتبارها ضربا من النشاط الديني,وطقسا يمارسه المتعبد كلما نزلت به نازلة,يتوجه اليها بالتضرع والدعاء مرتلا مترنما.

        وتدل الالواح السومريه التي عثر عليها في عصور مختلفه على عناية السومريين والبابليين بهذا الفن الذي اطلق عليه مصطلح  (شير) بمعنى رتل/ترتيلة,يقابلها في الاكادية (زمارو) انشد/رتل/غنى, مع موسيقى او بدونها.

        ويشير مصطلح(شير) بمعنى الغناء والترنيم الى الجذور السامية القديميه لتسمية الشعر بهذا الاسم,والى علاقته الوثيقة بالدين من خلال ترتيله,وهكذا كان الشعر في الجاهلية انشادا وغناء.

         تضرب جذور علاقة المرأة بعشتار في اعماق الماضي السحيق حين كانت المرأة هي السبب في وجودها والباعث على حضورها,لامتلاكها سر الخصوبه والانجاب,وكانت عشتار في الاساطير االقديميه تجسيدا لطبيعة الحياة وقوة الاخصاب الكونيه,وكان غيابها وعودتها في ملحمة هبوطها الى العالم الاسفل تمثيلا لدورة الحياة في الطبيعة, كما كانت الهة للخصب والحب كانت الهة للموت والحرب .

       والعرب كغيرهم من الشعوب عبدوا المرأة وقدسوها,وقد أكد القرأن الكريم ذلك في قوله تعالى"ان يعبدون من دونه الا اناثا" وشبهوها  بالدمية والتمثال ,وقدروا المرأة المنجبة الولود,وجمعوا لها صفات الامومة والخصوبة,فربطوها بالبقرة الوحشية والظبية والنخلة والدرة والبيضة والشمس,وعلقوا خصب المكان عليها,ونسبوا اليها القدرة على احياء الاموات في اشعارهم.

        ويلاحظ ان المرأة هي المحور الرئيس الذي تأتلف حوله او تبعث منه اغراض القصيدة الجاهلة وصورها وعناصرها,فالشاعر يقف على اطلالها التي عادة ما تنسب اليها ويصف اثار غيابها, ثم يتابعها في رحلة ظعنها,ويسلي همه عنها برحلته في الصحراءعلى  ناقته التي تشبه حمار الوحش او الثور او البقرة الوحشيه.

       فالبحث في سر احتفاء الشاعر الجاهلي بالمرأة وفك شفرات صورها المنبثقه عن اصول ميثودينة من خلال مقارنتها بعشتار وما رتَل لها يفتح لنا مغاليق القصيدية ويقربنا من فكر الشاعر الجاهلي الذي يمت لاجداده الساميين بصلة .  

                                                                                        

المؤتمر
عنوان المؤتمر
المرأة في الادب والثقافة والاعلام
دولة المؤتمر
فلسطين
تاريخ المؤتمر
24 مارس، 2015 - 26 مارس، 2015
راعي المؤتمر
جامعة جدارا /اربد /الاردن