موروثنا الشعبي نبض هويتنا
نوع المنشور
ورقة مؤتمر
المؤلفون
النص الكامل
تحميل

aملخص بحث
موروثنا الشعبي نبض هويتنا

أ.د إحسان الديك
جامعة النجاح الوطنية

ليس احتلال الأرض هو الخطر الأهم الذي يتهدد الفلسطينيين اليوم ذلك أنها ثابتة مكانها أُحتلت من قبل مرات ومرات وبقيت كما هي ، وليست إبادة الشعب الفلسطيني خطرًا أيضًا ذلك ان منه الملايين الموجودة في شتى أنحاء العالم ، ولكن الخطر الحقيقي يكمن في ضياع الذاكرة الجمعية وذوبان الهوية الموحدة في ظل تقسيمه وإنقسامه بين الشتات والداخل (الضفة وغزة ) وداخل الداخل (فلسطيني 48 ) .

وليست من قبيل المبالغة القوم ان الرموز الثقافية المستوحاة من الثقافة الشعبية تتجاوز أهميتها الرموز الرسمية في تشكيل الهوية الجماعية وتعزيزها واستمرارها والمحافظة عليها ، ذلك أنها وليدة الشعب نفسه نابعة من أعماقه منتشرة بين أبنائه ، عابرة للزمان والمكان ، تتناقلها الأجيال ، تلهب عواطف الناس وتثير هممهم ، على عكس الرموز الرسمية التي هي من صنع النخبة التي تتعالى على العامة وتخضع للمنطق والتخطيط .

ولعلنا نحن الشعب الفلسطيني أحوج ما نكون الى المحافظة على تراثنا والعناية بفلكلورنا وإستنهاض رموزنا الشعبية لتعزيز هويتنا في ظل عمليات المحو والطمس والتهويد ذلك أن صراعنا مع العدو ليس على غزة وأريحا أولًا  او ثانيًا وإنما على الماضي والحاضر معًا فكما سرقوا الماضي الكنعاني : الآلهة والدين واللغة والأدب والموسيقا يسرقون اليوم كل شيء ، الدبكة والثوب المطرز وقرص الفلافل ومستلزمات الخيمة والزيتون الرومي وكل ما هو فلسطيني عتيق، إنهم يحشدون كل طاقاتهم لاختلاق اسرائيل الحديثة كما اختلقوا أسطورة ارض الميعاد من قبل ليقولوا للعالم انهم يضربون في أعماق التاريخ وانهم عادوا الى وطنهم بعد أكثر من الفي عام .

في ظل خصوصية الظرف الفلسطيني يغدو هذا الموروث عنصرًا من عناصر الصراع ، وسلاحًا من أسلحة المقاومة ، وتغدو المحافظة عليه واجبًا وطنياً مقدسًا ، وفي تأصيله وتجذيره وإعادته الى سيرته الكنعانية الأولى تأكيد على إنتمائه لأصحابه الذين توارثوه أبًا عن جد ، ونفي لأساطير الآخر وأوهامه الكاذبة وإدعاءاته في حقه التاريخي المزعوم .

المؤتمر
عنوان المؤتمر
التراث الشعبي الفلسطيني في محافظة جنين
دولة المؤتمر
فلسطين
تاريخ المؤتمر
8 نوفمبر، 2017 - 9 نوفمبر، 2017
راعي المؤتمر
جامعة القدس المفتوحة