يعـد الجاحـظ عاملـا وأديبـا متميـزا يف بحـور شـتى، وقـدم آراء قيمة لجمهـور العلـاء واألدباء. ومـن بـن املوضوعـات املهمـة التـي تناولهـا الرتجمـة واملرتجمـون، فعـرض رأيـه يف الرتجـان، مـن حيـث عالقتـه بالعلـم الـذي سـيرتجم فيـه، واللغـة التـي سـيرتجم منهـا، واللغـة التـي سـيرتجم إليهـا. وأشـار رصاحـة إىل وجـود رصاع حضـاري واضـح بـن اللغتـن املرتجـم منهـا واملرتجـم إليهـا. فكالهـا تحـاول أن تجـذب األخـرى وتؤثـر فيهـا. وتحـدث الجاحـظ عـن أثـر العلـم الـذي سـيرتجم منـه، وقلـة العلـاء الذيـن ترجمـوا فيـه عـى املرتجـم األخـر، فكلـا كان العلـم عسـرا، والعلـاء الذيـن ترجمـوا فيـه قلـة، كلـا كانـت أخطـاء املرتجـم األخـر كثـرة، وكان أمـر الرتجمـة عليـه ثقيـا. وتــأيت هــذه الدراســة لتســتجيل رأي الجاحــظ يف املوضــوع أعــاه، ومناقشــته فيــه نقاشــا يســتند إىل نصــوص مرتجمــة يف العــر العبــايس.