مرت خدمات الأخصائيين النفسين في فلسطين بمراحل مختلفة عملتها الظروف والأوضاع السياسية والاحتياجات الجماهيرية والهزات التي مرّ بها الشعب الفلسطيني على مراحل متتابعة, تركزت الخدمات في منطقة القدس وبيت للحم وقد بدأت هذه الخدمات واستمرت لحقبة من الزمن في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية (بيت لحم) واستمرت في معاناة من ظروف القدم والازدحام ووفرة عدد الحالات المرضية المزمنة والظروف التي كانت تحتمها لبعض المحتاجين في المستشفى.
أضف إلى ذلك ما أورثته الأجيال سمعة المرض العقلي من خلال العقود الماضية مما كان يحد من التعامل مع المرضى إلا في أوقات متأخرة يكاد يصعب معها شفاؤهم وساعد في هذه المعيقات انعدام الوسائل العلاجية الفعالة قبل أكثر من نصف قرن والتهافت على البدائل العلاجية الشعبية التقليدية والمتمشية مع المفاهيم الإنسانية في حينه وعدم وضوح البدائل العلمية السليمة.
أظهرت نتائج الدراسات في الوطن المحتل شعوراً متزايدياً بأن الوضع النفسي للمواطنين على مختلف فئاتهم هو من أكثر ضحايا الوضع الحال.
هذا الواقع حتم على المهنيين بذل المزيد من الاهتمام لمواجهة هذه الأحداث فتوسعت الخدمات النفسية أكانت في القطاع العام أو القطاع الخاص التطوعي فتوسعت الحملة التدريبية لتوجيه فرع الإرشاد النفسي وما زالت تتوسع واستقطبت فئات متزايدة من العاملين الاجتماعيين لمساعدة قدرة الصمود والتحمل عند الفرد والعائلة.
واستقطب قطاع المصابين والمعاقين جسدياً بسبب أحداث الانتفاضة اهتماما متزايداً وحققت برامج علمية متميزة للعناية بالحالة النفسية لهذا القطاع ولتسهيل مهمة تأهيلية لتلك الحالات المذكورة, وكان الجهاز التقليدي في الصحة النفسية المتمثل بمستشفى أمراضاً نفسية ومؤسسات الإقامة لم تعد تفي بتلبية الاحتياجات العادية والمستجدة حيث أظهرت الدراسات في عام 1991 كان اثنا عشر أخصائياً نفسياً في فلسطين لتغطية احتياجات قرابة المليون والنصف فأصبح التوجه الحالي والواقعي لتقوية التعامل مع القطاع النفسي لتغطية بعض احتياجات المواطنين النفسيين, كل هذا ساعد على انبثاق التوجه المجتمعي للعمل النفسي ولكن بقي الطبيب النفسي يحتل موضعاً مركزياً وأصبحت الخدمات المجتمعية تدريجياً ترتبط الخدمات الصحية الأولية.
وسوف يتعرض البحث إلى الجوانب التالية: