أثر اتفاقية أوسلو على الرموز التي استخدمها الفنان التشكيلي الفلسطيني (شكلاً ومضموناً)
نوع المنشور
ورقة مؤتمر
المؤلفون

أثر اتفاقية أوسلو على الرموز التي استخدمها الفنان التشكيلي الفلسطيني

(شكلاً ومضموناً)

 

"الفن ابن البيئة"، مقولةٌ قديمةٌ حديثة، تؤكِّدُ إلى أيِّ مدىً يكون التزام الفنان بقضايا أمته وتأثّره بالمحيط بكافةِ مكوناته البشرية والمادّيّة والإنفعالية. فالبيئة هي التي تمد الفنان بالمخزون القيّم الذي يلجأ إليه كلما كان أمام حالةٍ من الإبداع في شتى مجالات الفنون. وكان الفنان التشكيلي الفلسطيني أوضحَ مثالٍ على مدى التأثُّرِ والتأثيرِ في محيطه، ومدى قدرته على تجسيد هموم مجتمعه وقضيتهم التي كانت حاضرةً في كل مراحل النضال التي رافقت المسيرة الكفاحية للشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية.

ونظراً لخصوصية الصراع الذي خاضه الفلسطينيون، والذي تمثّلَ بشراسة الإحتلال وملاحقته للإنسان الفلسطيني المقاوم، كان الفنان الفلسطيني هدفاً واضحاً للإحتلال، يستهدفه بريشته وأصباغه وحركته، فكان محاسباً على كل عنصرٍ يضعه داخل إطارِ لوحته، ومحاسَباً على المدلولات التي يمكنُ إسقاطها على العناصر، فكان هذا سبباً مباشِراً في لجوء الفنان التشكيلي إلى استخدامِ مجموعةٍ من العناصر والأشكال ذات الدلالات الرمزيّة التي يمكن الوصول إليها من قبل المتذوق الجمالي، تؤهّلهُ لفهم المضمون وفهم رسالة الفنان دون تصريح. يقول الكاتب والناقد الفني ــــــ في كتابه "اللون واللوحة"، صفحة 46: "على صعيدَيْ المضمون والشكل والعلاقات الداخلية: لم يكن مسموحاً أبداً لأيِّ فنانٍ فلسطيني، هنا، أن يبتعِدَ عن الخطِّ النضالي الوطني المباشر والمقاوم، وهي رسالة حملها الفنانون وأدوها بكلِّ إخلاصٍ وقوة، وجندوا كلَّ إمكانياتهم التشكيلية لخدمة الخطّ السياسي الذي ينتمون إليه، أو المضمون العام للقضية الوطنية".  وبذلك يكون الفنان قد نجح في أمرين:

الأول: الاستمرار في أخذ الدور الريادي كأحد المدافعين الشرسين عن قضيته ورسالةِ وطنه وشعبه، وعدم الاستسلام لذلك للكمِّ الهائل من الضغوط التي كان يمارسها عليه الإحتلال.

الثاني: ابتكار مجموعة رائعة وفريدة من الرموز التي أدّت وظيفةً جماليّةً من حيث طبيعة الشكل والقالب الفني الجمالي الذي صيغَتْ فيه، ووظيفةٍ تخدمُ المضمون الذي يسعى الفنان الفلسطيني إلى إيصاله العالم.

المؤتمر
عنوان المؤتمر
مؤتمر الفن التشكيلي الفلسطيني الأول (الفن التشكيلي الفلسطيني بعد اتفاقيات أوسلو)
دولة المؤتمر
فلسطين
تاريخ المؤتمر
3 مارس، 2016 - 4 مارس، 2016
راعي المؤتمر
جامعة البوليتيكنك الخليل، وجامعة بيت لحم