لقد تناول هذا البحث دراسة تحليلة لبعض الأغاني الإبداعية الفلسطينية مع توضيح التأثير المتبادل بين الصياغة الموسيقية والصياغة الشعرية فيها، وإذا ما اختار الشاعر أفكاراً ذا جودة عالية وألفاظاً موحية ومنسجمة ومترابطة ومتسلسلة وذات صور غنية ورائعة ارتبط ذلك سريعاً باللحن بسبب الارتباط الدلالي بين الكلمة واللحن، لأن الكلمة وجزالتها تنعكس على الإيقاع الداخلي للأغنية والذي هو أيضاً مستمد من الأيقاع الشعري، فاللحن يسير مع الكلمة وينهض في نسيج مكوناتها لتوليد الدلالة النهائية بحيث يُظهر كلاهما العلاقة في التأثير والتأثر بين كليهما، وبما أننا نعرف أن الموسيقا دائماً تكون مجسدة للنص الشعري ومعبرة عنه، فقد قام الباحث بتحليل بعض الاعمال الغنائية الفلسطينية لملحنين فلسطينيين يظهر من خلالها قدرتهم على التلحين وعلى كيفية التصرف في المقامات المختلفة، وقدرتهم على ربط الجمل الموسيقية بعضها ببعض وتوضيح العلاقة بين الصياغة الشعرية والصياغة الموسيقية، فقد تناول الباحث مجموعة من الأعمال المختلفة من حيث التكوين الموسيقي ومن حيث الصور الشعرية، والذي إذا ما اطلع عليها أحد المهتمين كانت له فائدة كبيرة في هذا المجال وهي:
أغنية اللوز الأخضر كلمات: أحمد دحبور، وألحان حسين نازك.