مدخل إلى تحقيق التوازن بين خلق الله تعالى وصناعة الإنسان: التحدي الأعظم للتعليم في القرن الحادي والعشرين
نوع المنشور
ورقة مؤتمر
المؤلفون
النص الكامل
تحميل

ملخص: تميز خلق الله سبحانه للسماوات والأرض وما بينهما (للعالمين) بانفراد الخالق بعلمه وقد أحاط بكل شيء علماً، وبروحه التي ربطت  بين نفسه وبين خلقه، وبهدايته التي يُسيّر بها خلقه ويربيهم بحيث لا يطغى عالَم على آخر. وبذلك كان خلقه إبداعاً يستحق التقليد. وتميز العلم المعاصر الذي يقوده الغرب في إبداعه في استقراء وتقليد خَلْق الله سبحانه في السماوات والأرض. غير أن هذا العلم الغربي تطور بمعزل عن دليل رباني متكامل للعالمين مما أدى إلى رؤية الخَلق بعين واحدة فنتج عن ذلك طغيان في الميزان أدى إلى فساد بيئي وانهيار خُلُقي. وبما أن العلم المعاصر يمثّل أفضل صلاحية حالية، كان التحدي المطلوب تحديا تشريعيا ومنهجيا في كيفية إعادة التوازن لعلاج مشاكل الحضارة العصرية في القرن الحالي الواحد والعشرين.

يهدف هذا البحث إلى تقديم رؤية يتم من خلالها الاستفادة من العلم المعاصر الذي توصل إليه الإنسان ليكون مدخلا في استقراء دليل الخالق للعالمين (القرءان الكريم) كما بينت سورة العلق في أول ما نزل.  فالمنهاج المطلوب يتمثل بقراءة الخَلق بعينين اثنتين: عين تُبصر خَلْق الله سبحانه أولا وتستقري ما تبصر (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2))، وعين أخرى تُبصر كتاب الله ودليله إلى الإنسان وتستقري أيضا ما تبصر لتؤكد أو تعيد النظر في ما تم استقراؤه من خَلْق الله وتضيف عليه (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)). وقد حذّر الخالق في بدايات نزول دليله على أن الإستغناء عن أي من القراءتين يؤدي إلى طغيان في الميزان: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى(6)أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى(7). وهذا ما حصل في ظل الحضارة الغربية التي تطورت بعين واحدة فكانت حضارة عوراء  توصل الإنسان من خلالها إلى ضرورة تزويد صناعته بدليل تعليمي manualيوضح كيفية التعامل مع صناعته، في حين غفل عن حاجته إلى دليل تعليمي من خالقه يبين هدف خلقه وكيفية تحقيق الهدف!

يرى الباحث أن التحدي الأعظم للتعليم هو تحقيق إمكانية تزويّد طالب العلم بمؤهلين رئيسين: مؤهل القوة (الكفاءة) التي يُحسن بها هضم ما توصل إليه العلم النافع اللازم لتحقيق عمارة الأرض، ومؤهل الأمانة الذي يضبط التزامه السلوكي بالعمل وفقا لما يعلم. وأن دليل الخالق سبحانه "كتاب الله: القرءان" هو أقوم مرجع لتحقيق المؤهلين (القوة والأمانة) معا. كما يطرح البحث فهماً إسلامياً في تميّز القرءان الكريم في علاج أهم القضايا المتعلقة في تشكيل مؤسسات البحث العلمي لتقوم على العلم والإيمان، وتشكيل مؤسسات التعليم التقني الهادفة إلى تبسيط البحث العلمي وتيسيره للمتعلم عن طريق إثارة التفكير وتحديد الثابت والمتغير والاستناد على البينة والبرهان عملا بقوله سبحانه: ]إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّلِحتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً(9)[الإسراء.

المؤتمر
عنوان المؤتمر
5th international forum on engineering education, sharjah-dubai UAE; 11/2010
دولة المؤتمر
فلسطين
تاريخ المؤتمر
1 يناير، 2010 - 1 يناير، 2010
راعي المؤتمر
----