يتناول الباحث موضوع الرّحيل في شعر أبي تمّام ؛ لما عُرف عن هذا الشاعر من كثرة ترحاله ، وتنقّله بين الأمصار ، باحثا عن الفائدة العقليّة والماديّة ، وقد لاحظ الباحث تباين مواقف الشاعر ، فأحيانا يمجّد الرّحيل ، ويرغِّب فيه، فيدعو إلى الحركة والتّنقّل ، مبرّرا ذلك بمنافع جسديّة ، أو عقليّة ، أو روحيّة ، وأحيانا يمقته، ويدعو عليه . وقد يتحدّث طويلا عن آلام النّفس في أثناء وداع الأهل والأحبّة ، فيكشف عن عداء واضح للرّحيل، يحاكي عداءه للعدو .
وارتبطت صوره المتنوعة بحالاته النّفسيّة ، ومواقفه من أهل الأماكن التي زارها ، أو مواقفه من أحبّته وأهله المفارقين