تتألّفُ لاميّةُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ من ثلاثِ لَوْحاتٍ: لوحةِ الافتتاحِ، ولوحةِ النّاقةِ، ولوحةِ الموضوعِ. ويحاولُ هذا البحثُ أن يوضّحَ دلالاتِ هذه اللّوحاتِ الفنيّةَ على نفسيّةِ الشّاعرِ، الذي كان - ساعة نَظْمِ اللاميّة - يخضع لظروف نفسيّة قاهرة، تقفُهُ في منتصف الطّريق بين الجاهليّةِ والإسلامِ، بين الحياة والموت، بعد أن تقطّعتْ عنده آخِرُ الأسبابِ التي تصلُهُ بالحياة الجاهليّة، وأصبح مُحاصَراً في داخل نفسِهِ، بعد أن تهدّمَ الجدارُ السّياسيُّ الذي كان يحتمي وراءَهُ، فبدا كَعْبٌ مضطّربَ الأحاسيسِ، خاضعاً لحالةٍ شديدةٍ من القلق والتوتّر. ولم يستطع كَعْبٌ أن ينخلعَ في لحظة واحدة عن انتمائه الجاهليّ - على الرّغم من إعلانه إسلامَهُ، وإيمانه بقيم الدين الجديد - لأنّه لمّا يُمارسْ قناعاتِهِ الجديدةَ، فظهر وكأنّه قادمٌ من الجاهليّة، يغرفُ من صُوَرها، وتراكيبها، ولغتها، وأخيلتها، وبنائها الفنيّ. واستــطاع كَعْبٌ بموهبته الفنيّةِ أَنْ يســتدرّ عَطْفَ الرّسولr ويفوزَ بعفوه، وأَنْ يَغْدُوَ - فيما بَعْدُ - عنصرَ بناءٍ من عناصرِ المجتمعِ الإسلاميّ الجديد.

العنوان

جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات

الناشر

جامعة القدس المفتوحة

بلد الناشر

فلسطين

نوع المنشور

مطبوع فقط

المجلد

10

السنة

2007

الصفحات

--