تُعتبر المنازل الدبلوماسية انعكاسًا حيًا لثقافة الشعوب وهويتها، مما يجعل إبراز الهوية الثقافية الفلسطينية في هذا السياق ضرورة للحفاظ على الإرث الحضاري ومواجهة التأثيرات العالمية المتسارعة. نتيجة للتطور التكنولوجي الكبير وما تبعه من تغيير سريع في أنماط معيشة الإنسان بمختلف جوانبها الثقافية والاقتصادية والفنية والعلمية، انعكس ذلك على طريقة التعبير عن الذات واحتياجاته وثقافته.
وقد تجلى ذلك في الفنون التي تأثرت بالنظام العالمي الجديد “العولمة”، حيث أصبحت تخضع لمعايير هذا النظام التي تمتاز بالشمولية والعالمية وعدم الاكتراث بالهوية الثقافية. تتمثل مشكلة الدراسة في غياب الهوية الثقافية الفلسطينية للفضاءات الداخلية، بسبب عدم توافق أسلوب التصميم، والأثاث المستخدم، والخامات، والأنماط الوظيفية المختلفة مع التراث الثقافي الفلسطيني.
اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، حيث تم تحليل حالة دراسية (منزل دبلوماسي اليونان نموذجا) لاستكشاف دمج الهوية الثقافية الفلسطينية في التصميم الحديث للمنازل الدبلوماسية. تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على تأثير الهوية الثقافية الفلسطينية في تصميم المنازل الدبلوماسية، مع التركيز على دمج عناصر التراث الفلسطيني في الفضاء الداخلي باستخدام التصميم الحديث. ستتناول الدراسة عناصر التصميم المرتبطة بالهوية الثقافية الفلسطينية، مثل الزخارف التقليدية، المواد المحلية، والألوان، مع إبراز كيفية توافقها مع معايير التصميم الحديث لتحقيق التوازن بين الأصالة والحداثة.
وستستعرض آليات تعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية للفضاءات الداخلية من خلال دمج هذه العناصر بفعالية، لضمان انسجامها مع متطلبات الاستخدام الفعّال للفضاءات ووظائفها. توصي الدراسة بتوسيع استخدام محددات الهوية الثقافية الفلسطينية في الفضاءات الداخلية، من خلال دمج عناصر التراث الفلسطيني بعمق في التفاصيل التصميمية، لتعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية. أهم نتائج الدراسة تعزيز استمرارية التراث الفلسطيني من خلال تطوير تصميمات تراعي الهوية الثقافية في المنازل الدبلوماسية.