تهدف هذه الدراسة إلى بيان أثر قاعدة "الضرر يزال" في ضبط الأحكام الشرعية للعمليات التجميلية المعاصرة، حيث تُعد القاعدة إحدى القواعد الكبرى في الفقه الإسلامي التي تستند إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع. وتتميز هذه القاعدة بمرونتها وقدرتها على معالجة المستجدات والقضايا المعاصرة في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لاستعراض النصوص الشرعية والقواعد الفقهية وتحليلها، مما يُسهم في توجيه التطبيقات العملية للعمليات التجميلية وفق الضوابط الشرعية التي تحقق التوازن بين المصالح ودفع المفاسد. وتناولت الدراسة موضوعات رئيسة، من أبرزها: مفهوم قاعدة "الضرر يزال" وأهميتها كأصل فقهي شامل، تصنيف العمليات التجميلية إلى ضرورية تُعالج ضررًا جسديًا أو نفسيًا، وحاجية تُلبي حاجة معتبرة، وتحسينية تُسعى من خلالها لتحقيق زيادة جمال بدون حاجة مُلحة، بالإضافة إلى ضوابط العمليات التجميلية التي تضمن التمييز بين المباح والمحظور. وقد خلصت الدراسة إلى نتائج مهمة، منها أن قاعدة "الضرر يزال" تُجيز إزالة الأضرار الجسدية والنفسية عبر العمليات الضرورية والحاجية، شريطة الالتزام بضوابط شرعية واضحة، كما تحرم العمليات التحسينية التي تنطوي على تغيير دائم لخلق الله بدون وجود مبرر شرعي. وأكدت الدراسة على أهمية تفعيل القواعد الفقهية الكبرى لتوجيه الفتاوى الشرعية والتطبيقات العملية بما يواكب مستجدات العصر، ويحقق مقاصد الشريعة في الحفاظ على النفس والمال والعقل والدين.