ناقش هذا البحث قضيةَ استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في علوم الشريعة وبحوثها، للتعرف على أهمية الذكاء الاصطناعي وأثر تطبيقاته في تطوير علوم الشريعة والنهوض ببحوثها أسوةً بالعلوم الأخرى، مع التطرق لحكم استخدام هذه التطبيقات الذكية في علوم الشريعة ومجالاتها الدقيقة. كما تناول البحث المحاذير والآثار السلبية المتوقعة لاستخدام التطبيقات الذكية في البحوث العلمية وفي علوم الشريعة، بهدف معالجتها ووضع الضوابط الواجب التزامها، وليس لغرض رفض هذه التطبيقات الذكية، حتى لا نحرم علوم الشريعة من فوائد هذه التطبيقات الذكية.
فمشكلة البحث تتمثل في فحص الدعوات المتزايدة لدمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في علوم الشريعة وبحوثها، لمعرفة حكم ذلك وأهميته وضوابطه، بل ودوره في تطوير علوم الشريعة أسوةً بسائر العلوم الأخرى التي باتت تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسيًا فيها وتقنيةً لا يستغني عنها أحد.
وتهدف الدراسة إلى الإسهام في تطوير علوم الشريعة وتيسير الوصول إلى ذخيرتها العلمية الهائلة ولتسخيرها في الإجابة على مستجدات العصر عبر تقنيات الحاسوب التفاعلية الذكية. وتسعى للتعريف بأهم التطبيقات الذكية في مجالات علوم الشريعة، كالقرآن الكريم وعلومه، والحديث النبوي وعلومه، والفقه وأصوله وقواعده، وقضايا النوازل واستنباط الأحكام لها، ومجالات الدعوة والفكر والتواصل الإنساني.
وقد اتبعت الدراسةُ المنهجَ التحليلي، والوصفي، وعَمدت إلى تتبع الدراسات الحديثة التي تناولت الموضوع، لحصر التوجهات بخصوصها وعرضها ومناقشتها وتحليلها، مقدمةً لتقديم رؤيةٍ راشدةٍ تجاه المسألة محل البحث.
وقد توصل البحث إلى مشروعية استخدام التطبيقات الذكية في علوم الشريعة وبحوثها، بل وإلى أهمية تصميم برامج وتطبيقاتٍ خاصة بعلوم الشريعة في سائر أبوابها ومجالاتها، لتطوير علوم الشريعة وآليات الوصول إلى معارفها، ولتنزيلها على الواقع ومستجداته المعاصرة.
كلمات مفتاحية: الذكاء الاصطناعي، البحث العلمي، علوم الشريعة، أخلاقيات البحث العلمي.