تناول هذا البحث الأصول الاجتهادية التي اعتمد عليها المذهب الحنفي، مع فحص موقف المذاهب الأخرى منها باقتضابٍ، مقدمةً لاكتشاف القدر المشترك بينها، بهدف التهيئة لبناء منظومةٍ اجتهاديةٍ توافقيةٍ بدل التمترس خلف دعاوى الاختلاف وتضخيم التباين بين المذاهب في مناهج الاجتهاد. كما تناول البحث دور أصول الحنفية في تطوير الاجتهاد المعاصر ومعالجة المسائل الحديثة والنوازل الطارئة، انطلاقاً من صلاحية الشريعة لكل عصر ومصر وزمان ومكان. وهو ما يبين أهمية هذا البحث وموضوعه وهدفه.
واستخدم البحثُ المنهجَ الوصفيَّ للتعريف بالمذهب الحنفي، ومعه المنهجُ المقارنُ للبحث عن المشترك بين أصول المذاهب، فضلاً عن تحليل تلك الأصول لمعرفة ما يصلح منها لتطوير الاجتهاد المعاصر.
وقد توصل البحث إلى رسم صورةٍ كليةٍ عن المذهب الحنفي وعلمائه ومصنفاته وأصول اجتهاده، وبيّن وجود مساحةٍ واسعةٍ من المشتَرك الأصولي بين المذاهب مما يُسهّل وضع منظومةٍ توافقيةٍ للاجتهاد المعاصر بدل التشبث بعوامل الفرقة والخلاف، فضلاً عن اتضاح صلاحية تلك الأصول لمعالجة النوازل والمستجدّات الطارئة في زماننا.
كلمات مفتاحية: المذهب الحنفي، أصول الفقه، تطوير الاجتهاد، منظومة توافقية.