تناولت هذه الدراسة قضية السنن الإلهية المتعلقة بالجانب السياسي في نهضة الأمم وعلوها، وذلك من خلال تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا. حيث كان واقع الأمة المتردي، وكيفية استعادة مجدها ورفعتها، من أبرز اهتمامات الشيخ وأستاذه الإمام محمد عبده.
ولما كان النظام السياسي والحكم الرشيد لهما الدور الأبرز في تحقيق عزة الأمة وازدهارها جاءت هذه الدراسة لتبين كيف وضح تفسير المنار القواعد والسنن الإلهية المتعلقة بهذا الجانب، والمؤدية إلى نهضة الأمة، حيث تحدث عن السنن المتعلقة بالحاكم وأهل الحل والعقد، وعن أهمية الشورى والعدل والأمانة في نظام الحكم.
وقد خلصت الدراسة لمجموعة من النتائج، منها: أن وجود الحاكم المستبد من أخطر سنن سقوط الأمم، لأن وجود الحاكم المستبد ينتج عنه الفساد السياسي وسوء الإدارة، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، ثم تقع الخيانة وتروج المحسوبية والشفاعات الباطلة، ويتسلل المنافقون وبطانة السوء إلى سدة الحكم بتزلفهم للحاكم المستبد وتبريرهم أفعاله، وكل ذلك يسرّع في سقوط الأمة ووقوعها ألعوبة في يد أعدائها.