يتناول البحث دراسة نقدية لدعوى الحداثيين عدم صلاحية الأحكام القرآنية للتطبيق في واقعنا المعاصر، من خلال الاستقراء والتحليل لكتاب الجابري (الدين والدولة وتطبيق الشريعة)، الذي حاول فيه أن يقدم صورة معدلة مقبولة عن العلمانية، تأخذ بمقاصد القرآن دون أحكامه، وقد خلص البحث إلى أن دعوة الجابري لفهم القرآن من خلال النظر في مقاصده وكلياته، بدلاً من طريقة العلماء التي تعتمد على العلة واللغة والقياس، دعوة خطيرة تفضي إلى ترك العمل بأحكام القرآن، والتجرؤ على تفسيره بمجرد الظنّ، وأن دعوته لنقد الموروث الديني وإعادة تأصيل الأصول، دعوة خطيرة تتشابه في بعض جوانبها مع دعوة الحداثيين الغربيين، لأنها تلتقي معها في فكرة فصل الدين عن الدولة.