يسعى هذا البحث للتعريف بأصول المذهب الشافعي الاجتهادية، مقدمةً لفحص أهميتها وقدرتها على الاستجابة لقضايا العصر ومستجداته الجسام، فضلاً عن البحث في القواسم المشتركة بينها وبين أصول المذاهب الأخرى لمعرفة ما يصلح من تلك الأصول لبناء منظومة اجتهادية توافقية ينتج عنها اجتهادٌ عصريٌ توحيدي يُجيب عن المسائل الحادثة بأوسع توافقٍ مَأمولٍ وأضيقِ خلافٍ ممُكن.

وبهذا تتلخص مشكلة الدِّراسة، بعد التعريف بأصول المذهب، في الإجابة على سؤالين. أولهما ما الذي تملك تقديمه أصول الشافعية لتطوير الاجتهاد المعاصر لجهة الاستجابة لتطورات العصر والتعامل معها؟ وثانيهما هل تملك أصول الشافعية نزعةً توفيقيةٍ وقواسم مشتركة مع أصول المذاهب الأخرى مما يسهم في تقليل الاختلاف في الفتوى في أيامنا؟

تنبع أهمية هذه الدراسة من كونها تبحث في تطوير منظومة الاجتهاد الفقهي المعاصر حتى تتمكن من الاستجابة لمتطلبات العصر الهائلة. كما أن البحث يسعى للاستفادة من تجربة المذهب الشافعي التي تجلت في العصور الأولى عبر جسر الهُوة بين مدرستي الحديث والرأي، وهو ما يشير إلى إمكانية نجاح تلك النزعة التوفيقية لديه مرةً أخرى. ذلك فضلاً عن الاستفادة من التطور الذي حصل على المذهب ذاته بانتقاله من القديم إلى الجديد على يد الشافعي نفسه.

وقد اعتمدنا المنهجَ الوصفي لعرض سيرة الإمام الشافعي وأشهر أعلام المذهب من بعده. كما استخدمنا المنهج الاستقرائي لتتبُّعِ أصول اجتهاد الشافعية، ثم تحليلها، لمعرفة ما يصلح منها للإجابة على مشكلة الدراسة وأسئلتها.

وقد توصّل البحث إلى أن المذهب الشافعي يمتلك أصولاً وخصائصَ مميزةً تجعله صالحاً لخدمة الاجتهاد المعاصر، فضلاً عن نزعته التوفيقية التي يمكن لها أن تسهم في إيجاد منظومةٍ اجتهاديةٍ توافقيةٍ، كما فعلها في السابق من خلال جمعه بين مدرستي الرأي والحديث، أو مدرسة الحجاز وبغداد، فضلاً عن نزعة التطور التي حصلت له منذ تأسيسه ونزعة التمسك بمقتضيات ظاهر النص ما لم يصرفه عن ذلك شيءٌ بيِّن.

ويوصي الباحثون بإجراء بحوثٍ مماثلةٍ على أصول المذاهب الأخرى لمعرفة ما يصلح منها لخدمة الاجتهاد المعاصر ولبناء منظومةٍ توافقيةٍ تحاصر الخلاف إلى أضيق مجال.

الكلمات المفتاحية: الشافعية، أصول الاجتهاد، الاجتهاد المعاصر، التوافق.

العنوان

مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية

الناشر

جامعة الجزائر

بلد الناشر

الجزائر

نوع المنشور

مطبوع فقط

المجلد

13

السنة

2022

الصفحات

65-102