مثل صعود "التوجهات الإسلامية" في العالم العربي اهتماما متزايدا من قبل الباحثين لهذه الظاهرة المهمة. وبالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن اختراع الانترنيت وانتشاره، مثل أيضا أداة مهمة لهذا الصعود، لأن الإنترنيت فتح الباب واسعا أمام الجماعات الإسلامية للاتصال بالجمهور بشكل غير مسبوق. وبالتزامن مع ذلك، يلاحظ بأن الشعب الفلسطيني، على وجه الخصوص، تأثر بالتيارات السياسية الإسلامية التي أثرت على مختلف أوجه الحياة في فلسطين. تركز هذه الدراسة على تعرض الطلبة الفلسطينيين في جامعتين كبيرتين للمواقع الإسلامية على الإنترنيت، وتلقي الضوء على مدى تأثر هؤلاء الطلبة بهذه المواقع. استندت هذه الدراسة إلى نظرية الاستخدامات والإشباعات التي تعالج دوافع اختيار المحتوى والإشباعات المتحققة من الإعلام بناء على الظروف والاحتياجات الاجتماعية للأفراد. وكذلك استندت إلى نظرية الانتقائية التي تشير إلى أن الفرد يتعرض، ويتذكر، ويفسر الرسائل وفقا لقناعاته المسبقة. واعتمدت على المنهج الوصفي، باستخدام منهج تحليل المضمون الكمي، حيث تم تحليل استبانة وزعت على عينة من الطلبة من كلتا الجامعتين في الضفة الغربية. وقد وجدت الدراسة أن أكثر من نصف عدد الطلبة المبحوثين تعرضوا للمواقع الإسلامية على الإنترنيت، بل إنهم اعتمدوا على تلك المواقع في الحصول على المعلومات. وفي ذات الوقت أظهرت الدراسة أن الطلبة المبحوثين، منفتحون على المواقع الأخرى (التي لا تعرف نفسها بأنها مواقع إسلامية)، وأنهم يحصلون على الأخبار والتحليلات السياسية من تلك المواقع. كما أبدى الطلبة المبحوثون تحفظا على المواقع الإسلامية المحسوبة على أحزاب سياسية، معتقدين أن تلك المواقع لا توفر المساحة الكافية لجمهورها للتفاعل مع موضوعاتها