تستصرح الدراسة مظاهر العلاقة التصوُّريَّة بين إدوارد سعيد والنظريَّة الفرنسيَّة. وهي إذ تُحاجُّ بأنَّ تلكم العلاقة تنافريَّة؛ فإنّما ذلك راجع بالأساس إلى التنافر بين المقدِّمات التي ينبني عليها فكر سعيد (المقدِّمة الأنسنيّة الدنيويَّة)، والمقدِّمات التي تنبني عليها النظريَّة الفرنسيَّة (المقدِّمة البنيويّة وما بعد البنيويَّة). وبذلك كلِّه؛ تقوِّمُ الدراسة تأويل إدوارد سعيد في السياق العربيّ، الذي جرى حشدُه مع النظريَّة الفرنسيّة، وخاصّة أفكار ميشيل فوكو. تأسيسًا على ما تقدّم؛ تسعى الدّراسة إلى استكناه موقف سعيد من البنيويّة والنظريّة الفرنسيّة أوّلا، ثُمّ تتغيّا، ثانيا، وصف الجهاز المصطلحيّ الذي يشتغل به سعيد بوصفه عالمًا متكامل الملامح يُوجِّه تلقّيه وتأويلَه مفهومُ الأنسنيّة. لِتطرح، أخيرًا، النّقد الديمقراطيّ بوصفه مشروعًا إصلاحيّا أنسنيًّا مُقاوِمًا، يربطُ جماليّة الأدب بإشكالات الثّقافة والسياسة، والهويّة والمواطنة. وتكشف الدراسة أنّ اعتماد إدوارد سعيد أحيانا على النظريّة الفرنسيّة، لا يعني أنّه تبنّاها جملة وتفصيلًا، أو استسلم لها كليّة؛ ذلك أنّه سجَّل نقدَه المتتابع لها، بدافع من نزعته الأنسنيّة.