يُعدّ التغير في الفقه أمرًا واقعيًا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يُعدُّ أمرًا ضروريًا، وقد كان التغير في الفقه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة النسخ للحكم، أما في العصور التي تلت زمن النبي وفي مقدمتها عصر الصحابة والتابعين، فقد حدث ذلك التغير كنتيجة لاختلاف مكان وظروف الحكم أو الفتوى، وببسبب اختلاف الفتوى والحكم ظهر "تغير رأي المجتهدين". في مقدمة هذا البحث بينّت ماهية الرجوع والنقض وحكمه، ثم ذكرت أسباب رجوع المجتهد عن رأيه، وتناولت الحديث بعد ذلك عن رجوعات الصاحبين في فقه القضاء وتوابعه، ووضحت أسباب تلك الرجوعات، وأخيرًا قمت بعمل تحليلات لتلك الرجوعات من خلال الحديث عن مصادر الآراء التي رجع عنها الصاحبان.