يُعدّ التغير في الفقه أمرًا واقعيًا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يُعدُّ أمرًا ضروريًا، وقد كان التغير في الفقه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة النسخ للحكم، أما في العصور التي تلت زمن النبي وفي مقدمتها عصر الصحابة والتابعين فقد حدث ذلك التغير كنتيجة لاختلاف مكان وظروف الحكم أو الفتوى، وبسبب اختلاف الفتوى والحكم ظهر "تغير رأي المجتهدين". في مقدمة هذا البحث بينّا ماهية الرجوع وحكمه وبينا كذلك أسباب رجوع المجتهد عن رأيه، ثم تناولنا الحديث عن المسائل التي رجع فيها أبو يوسف عن رأيه في فقه العبادات وبيّنا أسباب تلك الرجوعات، وأخيرًا قمنا بعمل تحليلات لتلك الرجوعات من خلال الحديث عن مصادر الآراء التي رجع عنها أبو يوسف.