سعينا في هذه الدراسة إلى تشخيص دقيق ومُفصّل للتّحولات التي شهدتها المؤسّسات الإعلاميّة الفلسطينيّة في ظلِّ البيئة الجديدة للاتّصال، ومعرفة كيف يمكن للمؤسّسات الإعلاميّة الفلسطينيّة أن تؤسّس لنموذجٍ اتصاليٍّ جديدٍ داخل هياكلها التّنظيمية بما يتماشى والبيئة الجديدة للاتصال في الزمن الرقمي، والتطرّق الى الآليات التي يستخدمها الصحفيون المحترفون في المؤسسات الإعلاميّة التقليدية الفلسطينية لمعالجة المضامين التي ينتجها المواطن الصحفي. وفي هذا السياق طرحنا الإشكاليّة التاليّة: ما هي سياقات التّحول والاندماج للميديا الفلسطينية التّقليدية في سياق الرّقمنة الاتّصالية، وكيف وظّفت ممارسات صحافة المواطنة في غرف الأخبار؟ وللاجابة على هذه الإشكالية اتّبعنا منهج تحليل المحتوى الكيفي، إذ تمثّلت أداة المنهج الكيفي في المقابلات العلمية (المقنّنة) مع رؤساء تحرير في الإعلام المحليّ الفلسطيني، وبعد إخضاع مادة العينة للتحليل والدّراسة تمكّنا من الوصول إلى أن المؤسّسات الإعلامية الفلسطينية لم تدّخر جهدًا في تحديث أنظمتها الاتصالية فسعت إلى تفعيل مشاركة المواطن الصحفي في تأثيث المساحات الإخبارية، وأنشأت منصات لها من أجل التواصل مع جمهورها "Crowd Sourcing"، وتكوين أنصار لها "صحافة الحشود" للاستفادة من خاصية التفاعل التواصلي عبر الميديا الاجتماعية، وهذا ينبئ بأن غرف الأخبار التلفزيونية الذكية أصبحت تتطلّع لأن تكون غرف أخبار مدمجة Convergence News room.