تبحث هذه الدراسة في الشبهات التي أثارها جولد تسيهر في كتابه «مذاهب التفسير الإسلامي»، حول ابن عباس وطريقته في تفسير القرآن الكريم، بغرض الطعن في أبرز رموز التفسير القرآني، ومن ثم مناقشة هذه الشبهات والردّ عليها بطريقة علمية منهجية.
وقد توصلتْ الدراسة إلى أن جولد تسيهر قد اتبع عدة وسائل في إثارة الشبهات حول ابن عباس وتفسيره، ومنها: الاتهام بدون دليل، وعدم تمحيص الروايات صحيحها من سقيمها، والتعميم والمبالغة بدون مستند، وسوء التفسير بتحريف العلم عن مواضعه. كما تبين أنّ شبهات جولد تسيهر لا تنهض ولا تصمد أمام سطوع النقد العلمي، لأنه لم يستند إلى رؤية موضوعية شاملة فيما اتهم به ابن عباس، وإنما كانت رؤيته ونظرته انتقائية تخدم أهدافه ومراميه غير النبيلة.
وأوصت هذه الدراسة بإيلاء كتاب جولد تسيهر عناية خاصة، بصفته واحداً من أهم أعمدة الدراسات الاستشراقية، وتتبع كل ما كتبه، وإظهار ما وقع فيه من أخطاء ومغالطات.