الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن والاه بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
فإن هذه الدرسة تعالج ظاهرة من ظواهر القرآن الكريم وهي : عدم تكرار قصة يوسف عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم ، إذ لوحظ أثناء النظر في طرائق ورود القصص القرآني في محكم التنزيل وجود نوعين من القصص القرآني هما :الأول : القصص المكرر وروده في القرآن الكريم ، وهو ما يمثل غالب القصص القرآني ، والثاني : القصص غير المكرر ، وهو ما يتمثل في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام وحدها ،وهذه السمة الأسلوبية تستوقف الباحثين للتفكر فيها ، من هنا كانت هذه الدراسة التي تعالج هذه الظاهرة وتوضح أسبابها وتناقشها ، مرجّحة السبب الإعجازي في تعليلها.وتقع هذه الدراسة في ملخصين ، واحد بالعربية ، وآخر بالإنجليزية ، ومقدمة بيّن الباحثان فيها أهمية الدراسة وأهدافها ، وأهم الصعوبات التي اعترضت سبيلها ومنهجها ومحتوياتها .وقد احتوت الدراسة على محورين اثنين هما : الأول : ظاهرة تكرار القصص في القرآن الكريم ، حيث رصد الباحثان في هذا المحور جهود مجموعة من العلماء القدماء والمحدثين حول هذه الظاهرة .والمحور الثاني : أسرار عدم تكرار قصة يوسف في القرآن الكريم كغيرها من القصص القرآني ، وقد أورد الباحثان آراء العلماء في تعليل ذلك ، وناقشا أولئك العلماء فيما ذهبوا إليه ، ورجحا السبب الإعجازي في عدم تكرار هذه القصة .وقد ختم الباحثان الدراسة بخاتمة لخّصا فيها نتائج الدراسة ، وبتوصيات وهي التي تمخضّت عنها الدراسة ، سائلين الله عز وجل السداد والرشاد والقبول