يعالجُ البحثُ الفرقَ بينَ صنيعِ سيبويهِ في تعدُّدِ الوجوهِ النحويةِ، في قضايا الحالِ؛ وصنيعِ النحويِّينَ المتأخِّرينَ في ذاكَ التعدُّدِ، ويقفُ عندَ حقيقةِ التحوُّلِ من تعدُّدِ الوجوهِ إلى الأحاديَّةِ فيها، ويكشفُ مسبِّباتِ هذا التعدُّدِ وظروفِ تشكُّلِهِ السياقيةِ واللهجيةِ، ويُوضِّحُ ما جرى لهُ عندَ جلِّ المتأخرينَ من طمسٍ أو تغييبٍ.
ويُبيِّنُ البحثُ أنَّ كلا الصنيعَيْنِ يعودُ إلى طبيعةِ اللغةِ التي يُقعَّدُ لها، ومدى حاجةِ أهلِها في كلِّ زمنٍ إلى ذلكَ التعدُّدِ؛ ففي زمنِ سيبويهِ حاجةٌ إليهِ، ولم يعُدِ الأمرُ كذلكَ في زمنِ النحويّينَ المتأخِّرينَ؛ ما دفعَهم إلى عدمِ الاهتمامِ بما تعدَّدَ ضبطُهُ.