يعد تفسير الظلال من أهم التفاسير في العصر الحديث، وقد تميز سيد قطب بمنهجه الحركي واعتبر لذلك مجدّدا في عالم التفسير؛ لما أضافه من معان وأفكار حركية وتربوية جديدة على التفاسير السابقة، ولمَّا كان سيد قطب يواجه الطغيان ويسعى لتحرير الإنسان في فترة ضعف الأمة الإسلامية والعربية وهزيمتها الداخلية والخارجية أمام دول الإستعمار الكبرى، ركَّز في ظلاله على مفهوم الأخوَّة وتناوله في العديد من الآيات ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة، ولم يدع مناسبة إلا ونشط إلى توجيه المجتمع المسلم ودعوته إلى إصلاح الفرد في نفسه وإصلاح علاقته مع إخوانه، فتناول موضوع الأخوَّة تناولاً رائعاً ورائداً عذباً وجميلاً وتفنن في إحداث المصطلحات الخاصة به شارحاً لها ومعلقاً عليها، فذكر في تفسيره الأخوَّة الإيمانية والأخوَّة المعتصمة وأخوة الدعوة وأخوة العقيدة، وغيرها من المصطلحات الخاصة به في ظلاله، ليبين أهمية الأخوَّة الإيمانية في بناء المجتمع الإسلامي.