الملخـــص:
تتناول هذه الدّراسة الحضور والغياب في يائيّة المتنبي الأولى التي مدح فيها كافور الإخشيدي، وهي قصيدة ثريّة بعناصر حاضرة، وأخرى غائبة، أثّرت كثيرا في حركة النّص وبنيته، وكشفت عن نفسية موزّعة بين ماض يمثّله سيف الدولة، وحاضر يمثّله كافور الإخشيدي .
وقد تصاعد الصراع بين عاطفة الشاعر المعلّقة بسيف الدولة ، وعقله الباحث عن الإمارة عند كافور، وانتهى التردّد بالانتصار لمتطلبات الواقع ، فذهب النّص إلى مبالغات كثيرة تناول فيها الشاعر صفات كافور الإخشيدي، على حساب قناعاته، وما يكنّه لسيف الدولة من محبّة، ومن ذلك أنّه جعل كافورا بحرا، وسيف الدّولة وغيره من الملوك والأمراء جداول، وجعل كافورا سواد العين وغيره بياضها. وكان في هذا كمن أحرق كلّ أوراقه القديمة، منتظرا المجد الذي كان يسعى إليه.