دور فلسطينيي 48 في خدمة القضية الفلسطينية
نوع المنشور
بحث أصيل
المؤلفون

اختل النسيج الوطني الفلسطيني على اِثر نكبة عام48 بترحيل غالبية الشعب الفلسطيني من الأراضي التي احتلتها العصابات الصهيونية، أي ما يساوي78% تقريبا من مساحة فلسطين الانتدابية، ولم يبق من حوالي مليون و400 ألف فلسطيني الا 156 الفا تقريبا منهم داخل الكيان الصهيوني الجديد. فلسطينيو 48 هؤلاء، فرض على مناطقهم نظام حكم عسكري جائر استغلته السلطات الإسرائيلية في استكمال مصادرتها لملايين الدونمات من الأراضي العربية، سواء تلك التي أطلقوا عليها أراضي غائبين او أراضي فلسطينيي الداخل، وأخضعت فلسطينيي الداخل لسياسات الترغيب والترهيب، إضافة الى اتباع سياسة افقار العرب والعمل على دمجهم في المجتمع الإسرائيلي واسرلتهم. اِن كل هذه السياسات لم تسعف الإسرائيليين بخاصة بعد انتهاء فترة الحكم العسكري وعدوان عام67 فازداد وعي فلسطينيي48 بانتمائهم الوطني وهويتهم العربية الفلسطينية، فأخذوا يعملون على تجسيد ذلك عمليا من خلال الفعاليات والنشاطات ومواجهة سياسات السلطة الإسرائيلية، فأصروا على التميّز عن المجتمع الإسرائيلي بطرقهم الخاصة رغم خصوصيتهم في هذه البلاد وحصولهم على الهوية المدنية الإسرائيلية. أدّى فلسطينيو الداخل دورا مهما، رغم تلك الخصوصية كما اشير، في خدمة القضية الفلسطينية بأساليب خاصة بهم للمحافظة على وجودهم وعروبتهم وهويتهم الفلسطينية، ولعل من جملة ذلك: أولا، تعزيز هويتهم وانتمائهم للشعب الفلسطيني، والعمل على نشر الوعي الوطني والثقافي بين الناس بهدف منع اندماجهم في المجتمع الإسرائيلي الذي يشكل الأكثرية السكانية أو أسرلتهم. ثانيا، بناء المؤسسات الوطنية مثل لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ولجانها المختلفة، وتشكيل أحزاب سياسية وطنية، وحركات وطنية وإسلامية عملت على بناء الانسان وزرع القيم العربية والإسلامية والوطنية في ذهنية المواطنين العرب، بهدف تحصينهم ورفع مستوى الوعي في صفوفهم لمواجهة السياسات السلطوية الظالمة والتصدي للقوانين العنصرية. رابعا، الحفاظ على التراث والموروث الفلسطيني من الضياع والتهويد والطمس من قبل السلطات الإسرائيلية، وذلك من خلال اقامة المؤسسات والجمعيات والهيئات التخصصية التي عملت على المحافظة على المقدسات بأنواعها والتراث الفلسطيني. خامسا، كشف وفضح سياسات وممارسات الكيان الإسرائيلي سواء من خلال خلق رأي عام أو عبر وسائل الاعلام على اختلافها، ومخاطبة العالم العربي والعالمي باللغة التي يفهمونها لإقامة الحجّة على هذا الكيان الفاشي وما يشرّع من قوانين عنصرية آخرها كان قانون القومية. سادسا، مساندة ودعم الشعب الفلسطيني والتفاعل مع كل ما يدور على الساحة الفلسطينية من أحداث بخاصة العدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني، والاعتقالات واغتيالات القادة والنشطاء الفلسطينيين والإرهاب اليهودي المستمر. وأخير، نظرا لخصوصية فلسطينيي48 وصفتهم القانونية باعتبارهم مواطنين إسرائيليين، فمساحة تحرّكهم محدودة بل ومحكومة بعدة اعتبارات منها المستوى القانوني، إضافة الى جوانب أخرى كقضايا الخدمات العامة والعمل والميزانيات، وما قام به الفلسطينيون في الداخل بناء على ما سلف يتناغم مع تلك المحددات.

المجلة
العنوان
مجلة شؤون شرق اوسطية
الناشر
مركز دراسات الشرق الاوسط
بلد الناشر
الأردن
نوع المنشور
مطبوع فقط
المجلد
93
السنة
2020
الصفحات
15