دراسةٌ محورها صحيح الإمام مسلم، وبيان منهجه وشرطه فيه، تعني لنا الكثير، خاصة فيما يتعلق بكشف صنيع مسلم مع المكثرين من الرواة، ممن تدور عليهم الرواية، فكيف إذا أضيف إلى ذلك دراسة الإمام الزهري الحافظ المكثر من الرواية ممن تدور عليه آلاف الأسانيد، فقد بلغت في صحيح مسلم وحدها (1692) رواية، عن (36) تلميذا، وبعد الاستقراء وسبر الروايات، توصلت الدراسة إلى أنّ مسلم رحمه الله وافق شرطه شرط البخاري في رواة الطبقة الأولى عن الإمام الزهري فقد خرّج لهم استيعابا، ولرواة الطبقات الثلاث الأخرى انتقاءً، خلافا لما هو مشهور في مصنفات المتقدمين من المحدثين، والجدول التالي يختصر لنا النتائج الهامة التي تكشف لنا دقة مسلم رحمه الله في تعامله مع طبقات الإمام الزهري في صحيحه، ونسبة كل طبقة إلى عدد الروايات مجتمعة.