تناولت هذه الدراسة شرطا من شروط الشهادة، وهو أثر اختلاف الدين على قبول شهادة غير المسلم، وقد هدفت الدراسة إلى بيان مقصد الشهادة، والروح المهيمنة على النصوص المتعلقة بها، وكذلك إلى بيان حكم شهادة غير المسلم على المسلم في غير حالة السفر، ولتحقيق هذه الأهداف قد أجابت الدراسة عن سؤالين فرعيين وهما: ما هو مقصد الشهادة في الإسلام؟ وما هو حكم شهادة غير المسلم على المسلم في السفر؟ وذلك للإجابة عن السؤال الرئيس وهو ما حكم شهادة غير المسلم على المسلم؟ وقد اتبعت المنهج الاستقرائي، حيث استقرأت أقوال الفقهاء في هذا الموضوع، وتوصلت إلى أن حفظ حقوق الناس، ودرء الخصومة قبل وقوعها، ورفعها إن وقعت، أهم مقاصد الشهادة في الفقه الإسلامي، ولا بد من استحضار هذه المقاصد عند الاجتهاد الجزئي في موضوع الشهادة، وأن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن آية الشهادة على الوصية في السفر منسوخة، وذهب الفقه الحنبلي والظاهري أنها محكمة، وبالتالي أجازوا شهادة غير المسلم على الوصية في السفر، وقد رجحت هذا الرأي بعد مناقشة الأدلة، وذهب ابن تيمية إلى جواز شهادة غير المسلم على المسلم عند الضرورة، قياسا على الوصية في السفر، وعلى تنازل الفقهاء عن بعض شروط الشهادة في حالات معينة للحفاظ على مقاصدها، وقد ناقشت هذه المسألة ورجحت رأي ابن تيمية.