هدفت هذه الدراسة الى التعرف على فاعلية التدريب الميداني في توجيه وإعداد الخريجين لسوق العمل، اتبع فيها الباحث المنهج الكمي لمناسبته لطبيعتها، وقام بتصميم استبانة تكونت من (43) سؤالاً، غطت ثلاثة محاور رئيسية وهي، المحور الأول: درجة تعاون المؤسسة التدريبية مع المتدرب خلال فترة تدريبه العملي فيها، المحور الثاني: درجة التزام المتدرب بشروط المؤسسة التدريبية اثناء تدريبه العملي فيها، والمحور الثالث: درجة الفائدة التي يحصل عليها المتدرب بعد تلقيه التدريب العملي في المؤسسة التي تدرب فيها.
بعد عرض الاستبانة على عدد من المحكمين والتأكد من صدقها وثباتها، قام الباحث بتصميم نموذج الكتروني خاص بالاستبانة من خلال برنامج جوجل درايف، وارساله عبر رسائل الهاتف القصيرة لمجتمع الدراسة والذي تكّون من كافة خريجي كليتي الاقتصاد والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في الأعوام الخمسة من 2014-2018 والذين بلغ عددهم (3791) وانتظار استجاباتهم لمدة (13) يوما: استجاب منهم (464) خريجا، من بينهم (222) خريجا حصلوا على فرص تدريب عملي في عدد من المؤسسات، حيث شكلوا فيما بعد عينة الدراسة وهي عينة غير احتمالية بالطريقة القصدية ومصدرا لوصول الدراسة الى أهدافها، واستخدم الباحث التكرارات والنسب المئوية، واختبار (T-test) وتحليل التباين الاحادي (ANOVA)
أظهرت النتائج تعاون المؤسسات التدريبية مع المتدربين في تهيئتهم لسوق العمل وفق نظام تدريبي واضح وبيئة عمل مناسبة، وبيّنت كذلك التزام المتدرب بشروط المؤسسة التدريبية واحترام نظامها وقوانين العمل فيها. وتوصلت الدراسة كذلك الى حصول المتدرب على فوائد عديدة بلغت نسبتها (94%) من بينها: تعريف المتدرب بقدراته ودرجة ملاءمتها مع مهن المستقبل ومتطلباتها، وزيادة قدرة المتدرب على تسويق نفسه في سوق العمل، واشارت النتائج كذلك الى حصول ما نسبته (22.5%) من المتدربين على فرص عمل في المؤسسة التي تدربوا فيها. وأوصت الدراسة إلى ضرورة نشر ثقافة التدريب وأهميته بين أوساط الطلبة، وتعزيز دور وحدات التوظيف في الجامعات للتنسيق مع المؤسسات التدريبية، وإنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمتدربين الذين تلقوا تدريبا لدى المؤسسات وإعطائهم الأولوية لفرص عمل محتملة، وتكريم المؤسسات الفاعلة في مجالات تدريب الخريجين لتعاونهم في مجالات التدريب.